اكتشفت خادمة فندق “غلوريا” في دبي بتاريخ 13 نوفمبر الماضي جثة شاب ذو ملامح إيرانية. مرَ الخبر بسرعة، أقيم حزام أمني حول الفندق وصادرت الشرطة تسجيلات كاميرات الحراسة. وصل رسميون إيرانيون إلى الفندق، فالمتوفى ليس أي شخص، وإنما هو أحمد محسن رضائي ابن أحد أهم وأقوى الشخصيات المسؤولة في إيران. فأب الشاب هو “محسن رضائي”، قاد لمدة 16 سنة نظام الحراس الثوري الإيراني، وهو الآن الأمين العام لمجلس الصيانة للنظام. لهذا اعتُبرت ملابسات وفاة إبنه قضية هامة على مستوى الدولة. وتقول مصادر وصفت ب”المطلعة جدا”، في الإمارات العربية المتحدة، نقلت عنها نشرة “المغرب انتلجنس”، إن وفاة أحمد محسن رضائي “مشبوهة”، وهي تشبه بشكل مثير موت القائد الفلسطيني العسكري لحماس محمد المبحوح، المغتال من طرف الموساد الإسرائيلي. إلا أن قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، قال إن سبب الوفاة هو تناول جرعة دواء زائدة، تتناول عادة كمضادة للإكتئاب وعلاج انفصام الشخصية، كما أثبتت ذلك نتائج المختبر الجنائي، التابع للإدارة العامة للأدلة الجنائية، نافيا بذلك وجود “شبهة جنائية” في موت رجل الأعمال الأمريكي توم جي أندروس (أحمد محسن رضائي). وفي 12 نوفمبر، مات الجنرال الغامض جدا “حسن تهراني”، المعروف في طهران بأنه مهندس الوحدات “البالستية” للحرس الثوري مع 16 من مساعديه، في إنفجار بمركز أبحاث موجود في قاعدة عسكرية، في ضاحية من ضواحي العاصمة الإيرانية. وبذلك فقد نظام طهران أحد أهم مسؤوليه العسكريين، وعشرات من صورايخ طويلة المدى، المخزنة في القاعدة العسكرية، جراء حادث التفجير. كما اغتيل 3 على الأقل من علماء الذرة الإيرانيين، خلال السنتين الماضيتين. وفي الشتاء الماضي، أصيبت منظومة الطرد المركزي التابعة للبرنامج الإيراني النووي بفيروس كمبيوتري، أدى إلى تأخير عمله، إلا أن الرئيس محمود أحمدي نجاد، أعلن حينها أن بلاده اكتشفت الأمر، وسارعت لإصلاح الخلل. ويقول “ماهان عابدين”، رئيس تحرير نشرة “مراقب الإرهاب،” التي تصدرها مؤسسة “جيمستاون” في الولاياتالمتحدة “إن عمليات اغتيال العلماء الإيرانيين وهجوم فيروس ستوكسنيت الذي استهدف برنامج إيران النووي، ترقى إلى إرهاب الدولة”. حرب “صامتة” بلا تكلفة باهظة! في لندن وباريس، أكدت عدة شخصيات لنشرة “مغرب أنتلجنس” (المتخصصة في الشؤون الأمنية)، ومنهم ضابط قديم في الجهاز المعروف MI6، أن إسرائيل هي فعلا الآن في حرب مع إيران ف”العمليات التفجيرية واغتيال مسؤولين إيرانيين مرتبطين بالبرنامج النووي والبالستي، تعد شكلا من أشكال الضربات العسكرية. فمن مصلحة إسرائيل زرع الرعب في أوساط القيادة العسكرية الإيرانية، والإيحاء بأن لا أحد في مأمن”. وأضاف أن “هذه العمليات ربما تمهد لضربات جوية، لا أحد يعلم على وجه اليقين، وربما هي رسائل للترويع وإحداث الصدمة، ومن ثم محاولة إحداث عطب في المشروع النووي، وبأقل التكاليف، أفضل لها من شن حرب غير مضمونة العواقب”. إسرائيل | إيران