عمليات اغتيال تطال علماء ذرة، هجوم فيروسي يطال انظمة كمبيوترية، واخيرا انفجار مريب في مخزن للذخيرة اودى بحياة "عراب" البرنامج الصاروخي الايراني. صدفة؟ ام هل تشير هذه الحوادث الى ان الهجوم على ايران قد بدأ بالفعل؟ كان الانفجار الذي وقع في مستودع الذخيرة في معسكر بيد غانيه من القوة بحيث اودى بحياة 17 من عناصر الحرس الثوري وهز زجاج النوافذ في العاصمة طهران التي تبعد عنه بمسافة 45 كيلومترا. قالت ايران إن الانفجار وقع عرضا، ولكن قليلا جدا من المتابعين اقتنعوا بهذا التفسير. يدور الكلام الآن عن ضربة قد تنفذها اسرائيل في المستقبل المنظور للبرنامج النووي الايراني، ولكن الواقع يقول إن حملة سرية لتقويض هذا البرنامج قد انطلقت بالفعل منذ مدة ليست بالقصيرة. فقد اغتيل ثلاثة على الاقل من علماء الذرة الايرانيين في السنتين الماضيتين. وفي الشتاء الماضي، اصيبت منظومة الطرد المركزي التابعة للبرنامج الايراني النووي بفيروس كمبيوتري ادى الى تأخير عمله عدة شهور. بالطبع لم تتبن اي جهة مسؤولية هذه العمليات، الا انه من المعتقد على نطاق واسع ان المخابرات الامريكية كانت ضالعة في تطوير وانتاج فيروس ستوكسنيت، بينما اتهم المسؤولون الايرانيون علنا اسرائيل بالتورط في عمليات اغتيال علماء الذرة. فاسرائيل هي اكثر دول المنطقة خشية من برنامج ايران النووي، حيث قال وزير دفاعها ايهود باراك معلقا على انفجار معسكر بيد غانيه: "لا علم لي بمدى شدة الانفجار، ولكن سيكون من المرغوب فيه لو تكرر مرات ومرات." وفي حقيقة الامر، فإن العديد من الدول تشارك اسرائيل قلقها من البرنامج الايراني، ولكنها لا تميل الى الافصاح عن ذلك علنا. ولكن في منتدى استضافه في لندن مؤخرا المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عبر العديد من المشاركين عن رأي يقول إن ايران مصممة على تطوير الاسلحة النووية، وإن ما من سبيل لثنيها عن ذلك. وقال احد المشاركين في المنتدى وهو السير ريتشارد دالتون السفير البريطاني الاسبق في طهران (بين عامي 2002 و2006) مشيرا الى التشديد المستمر للعقوبات الدولية على ايران "لا توجد عقوبات يمكنها تغيير تصرف ايران." كما شكك في جدوى عمليات التخريب السرية التي تستهدف البرنامج النووي الايراني بالقول "على المسؤولين عن هذه العمليات ان يفصحوا علنا عن الهدف منها. لست متأكدا بأن المبررات التي سيسوقوها ستكون مقنعة." اما ماهان عابدين، رئيس تحرير نشرة "مراقب الارهاب" التي تصدرها مؤسسة جيمستاون في الولاياتالمتحدة: ، فقال "لن تنجح اي آليات او ضغوط او عقوبات مهما كانت مشددة او حتى الهجوم المسلح في ثني إيران عن تحقيق طموحها في ان تصبح قوة نووية." ولا يشك مارك فيتزباتريك، خبير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في شؤون البرنامج النووي الايراني، في الوجهة التي تسير اليها طهران، إذ قال للمشاركين في المنتدى "اعتقد ان ايران تمتلك بالفعل قدرة كامنة على إنتاج الأسلحة النووية."