قال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، إن ما يعانيه الشعب اليمني من نهب واستيلاء على الشرعية التي اختارها الشعب اليمني قد ضاعف الأزمة الإنسانية والصحية والاجتماعية التي كان يعاني منها اليمن قبل عام 2014، بسبب تعنت الميليشيات الانقلابية وتعريضها لجميع سكان اليمن للقتل وحجز ونهب وبيع المساعدات الإنسانية والصحية التي هي أبسط حقوق هذا الشعب الكريم. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس، في الاجتماع الرفيع المستوى للأزمة الإنسانية في اليمن بمقر الأممالمتحدة في مدينة نيويورك. وبين أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استطاع تنفيذ أكثر من 153 مشروعا في كل مناطق اليمن شمالا وجنوبا بمشروعات إنسانية تركزت في الأمن الغذائي والتغذية والصحة والإصحاح البيئي والتعليم والحماية، كما حظيت المشروعات الموجهة للمرأة والطفل باهتمامات كبيرة ودعم خاص من المركز، وبالأخص تأهيل الأطفال الذين استخدموا دروعا بشرية وأدوات حرب من قبل الميليشيات الانقلابية، مشيرا إلى أن المركز استجاب على الفور لمكافحة وباء الكوليرا ودعم نداء منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بمبالغ تعدت 75 مليون دولار. وأكد الدكتور الربيعة، أن الوضع في اليمن يحتاج منا إلى وقفة جادة، وللحصول على نتائج أكثر أثرا وتأثيرا فإننا بحاجة إلى زيادة التنسيق وتبادل المعلومات بيننا، وأدعو شركاءنا للمشاركة في مكتب التنسيق الخليجي لمساعدة اليمن الذي يشارك فيه مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا)، وعدد من الشركاء، داعيا منظمات الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات إلى نشر مكاتب في مناطق متعددة من اليمن، لأن التركيز على صنعاء سوف يتأثر بالتوجهات السياسة من خلال الموظفين المحليين، وبالتالي الانحياز في الرأي والتصاريح. وأوضح الربيعة أن تاريخ المملكة العربية السعودية «حافل بدعم اليمن حكومة وشعبا عبر التاريخ الذي يمتد إلى عقود طويلة، تأكيدا لروابط الدين واللغة والعلاقات الأسرية والاقتصادية، مما وضع المملكة في مقدمة الدول دعما لليمن». وبين أنه خلال العامين ونصف العام الماضيين قدمت المملكة مبلغ 8.27 مليار دولار دعما لليمن في المجال الإنساني ودعم اللاجئين اليمنيين والبنك المركزي والمساعدات الحكومية الثنائية والتنموية، كما استجابت المملكة لمؤتمر المانحين بجنيف بمبلغ 150 مليون دولار، ووصل دعم المملكة لهذا العام إلى هذا التاريخ ما يزيد على 221 مليون دولار. كما دعا الفاعلين في العمل الإنساني بالاستفادة من جميع المعابر والموانئ المتاحة وعدم الاعتماد على ميناء أو معبر واحد للوصول لكل مناطق اليمن، منوها بأن المملكة تبرعت بأربع رافعات لضمان دخول المساعدات الإنسانية والتجارية لجميع المحافظات اليمنية، داعيا المجتمع الدولي إلى الدعم السخي للاحتياج الإنساني باليمن أسوة بالمملكة.