حذر مصدر سوداني مطلع، في حديثه ل «الشرق»، من التفاؤل المفرط بشأن إمكانية حل القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان في القريب العاجل، واعتبر أن دولة الجنوب تريد التلويح بملف النفط بهدف الوصول لحلول كاملة لمختلف القضايا الخلافية بين البلدين. ووصف المصدر القمة المقرر انعقادها في دولة الجنوب بين قادة البلدين ب «الدبلوماسية التي لا تحل مشكلة»، وذكَّر بتوصل الجانبين لاتفاق حول النفط في وقت سابق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وإبداء الرئيس الجنوبي موافقته قبل أن يتراجع عن التوقيع عليه في اللحظات الأخيرة بعد مكالمة هاتفية وصلته. وتوقع المصدرعدم الوصول لأي اتفاق بين الطرفين في القريب العاجل لأن أجندة الجنوب متحركة، حسب تعبير المصدر، «فهي تتعامل مع ملف النفط كورقة تفاوضية للضغط على الخرطوم لحلحلة القضايا الأخرى مثل ترسيم الحدود والتجارة البينية والحريات الأربع». وأضاف أن الجنوب يعتبر ملف النفط بمثابة الورقة التي سيُجبَر بها السودان على تقديم التنازلات في الملفات الخلافية، وأكد المصدر أن الاتفاق الإطاري الذي تم حول الحريات الأربع مجرد موقف مبدئي وبداية للجلوس لمناقشة المسألة، وقال «إذا شعرنا أن المسالة مرضية للطرفين حينها ستقعد الاتفاقية». ورأى المصدر أن القيادة الحاكمة في الجنوب تتعامل بمكر ودهاء في المفاوضات الجارية في أديس أبابا، وهو ما جعل الحكومة في الخرطوم تستبعد أي إرهاصات أو بوادر لاتفاق حول القضايا العالقة في مقبل الأيام. وكانت مسؤولة سودانية أعلنت أن الخرطوموجوبا اتفقا على عقد قمة رئاسية في الجنوب في غضون الأسابيع المقبلة، مما يشكل الزيارة الأولى للرئيس السوداني عمر البشير للدولة الوليدة التي انفصلت في يوليو الماضي. وقالت وزيرة الدولة في وزارة الإعلام، سناء حمد، إن الطرفين اتفقا على عقد قمة رئاسية بين قيادتي البلدين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة في جوبا علي أن يبدأ التحضير الفني للقمة بصورة فورية. فيما وصف محللون سياسيون القمة المقبلة بين البشير وسلفاكير بالخطيرة باعتبارها خط النهاية في مشوار التفاوض بين البلدين، وتوقعوا حال وصول القمة إلى طريق مسدود أن يسير البلدان إلى سيناريوهات كارثية.