تظاهر حوالي مائة ألف شخص في مدينة الرقّة أمس في يوم أطلق عليه السوريون جمعة «التدخل العسكري الفوري»، وطالبوا بإسقاط النظام وتدخل عسكري لحماية الشعب السوري، وتضامنوا مع المدن الثائرة التي تتعرض لأبشع أنواع القتل والتهجير. بدورها، واجهت قوات الأمن والشبيحة تظاهرة «الرقة» بإطلاق الرصاص عليها ما أدى لسقوط تسعة قتلى، بينهم الشابان علي بابنسي 16 سنة وعبد السلام أدهم 18 سنة، وسقط عشرات الجرحى بسبب الرصاص الكثيف الذي قابلوا به التظاهرة لتفريقها، وهو ما نجحت فيه قوات الأمن والشبيحة بعدما طلبت تعزيزات عسكرية من كتائب الأسد التي انتشرت في شوارع المدينة. وتعتبر هذه أول مظاهرة تشهدها مدينة الرقة بعد عام من الصمت، وشارك الأكراد والعرب فيها. كما خرجت عدة تظاهرات في مناطق (العزيزية والناصرة والكلاسة والمفتي) من مدينة الحسكة ذات الأغلبية الكردية، والتي تقع أقصى شمال شرق سوريا، شارك فيها عدة آلاف من المتظاهرين عربا وأكرادا، هاتفين بإسقاط الأسد ومطالبين بالتدخل العسكري لحماية المدنيين من بطش النظام، وواجهتها قوى الأمن والشبيحة بالرصاص مما أسفر عن عشرات الجرحى ومقتل الشاب أحمد إدريس رشو 21 عاما. وفي دمشق، خرجت تظاهرات في أكثر من منطقة فيها لكن اللافت أن حي المهاجرين الذي يعتبر من الأحياء الراقية في المدينة، قد خرجت فيه تظاهرة قدَّر ناشطون عدد المشاركين فيها ب 1500 متظاهر للتضامن مع الثورة السورية في عامها الثاني، وطالبوا بإسقاط النظام والتدخل العسكري، في الوقت الذي تتعرض فيه بعض الأحياء في محيط مدينة دمشق للقصف وخاصة «داريا». وعلمت «الشرق» أن دبابات اجتاحت ضاحية السبينة جنوبدمشق، والتي تعرضت للمداهمات، حيث اعتقل العشرات من أبنائها، كما أشعل شباب الثورة الإطارات وقطعوا بعض الطرقات في حي المزة وسط دمشق. وأفاد ناشطون أن بعض قرى جبل الزاوية وريف إدلب أصبحت فارغة تماما من السكان الذين نزحوا إلى تركيا بعد اجتياح كتائب الأسد للمنطقة، وأكد ناشطون أن مدينة جسر الشغور والتي تقع بالقرب من الحدود التركية أصبحت مهجورة تماما، ووصفوها بأنها مدينة أشباح. كما علمت «الشرق» أن اشتباكات جرت في مدينة الحفّة التي تقع إلى الشرق من اللاذقية بين كتائب الأسد والجيش الحر، خلال اليومين الماضيين وأفيد عن مقتل عقيد من كتائب الأسد اسمه «مجد». ومن جهة أخرى، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن أحياء حمص ما زالت تتعرض للقصف بمدفعية الهاون حيث طالت أحياء باب السباع وكرم الزيتون والخالدية والبياضة. وقالت الهيئة إنه رغم القصف خرجت عدة تظاهرات في بعض الأحياء متحدية النظام مما زاد من غضب كتائب الأسد فصعَّدت القصف عليها. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن الناشطين عثروا على بعض الأطفال الأحياء مختبئين في حي كرم الزيتون، بعد يومين من المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من ستين قتيلاً معظمهم من الأطفال والنساء.وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن كتائب الأسد تستخدم أهالي محافظة إدلب وجبل الزاوية كدروع بشرية في تقدمها داخل قرى وبلدات المحافظة، وأن بعضا من هؤلاء قتلوا بالرصاص العشوائي الذي يطلقه جنود الأسد، كما أفادت الهيئة أن كتائب الأسد أحرقت أشجار الزيتون في تلك المحافظة انتقاما من أهلها. تظاهرة في أحد أحياء حمص (أ ف ب)