ذكرت مصادر خاصة ل «الشرق» أن خبراء أمنيين روس يشاركون بإدارة العمليات العسكرية في المناطق الساخنة ويزودون قوات الأمن والجيش بخبرات تقنية متنوعة، وأكدت أن الأمر يشبه ما حدث في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، عندما شارك الاتحاد السوفياتي السابق بخبرات أمنية لمواجهة حركة الإخوان المسلمين حيث قسمت مدينة دمشق آنذاك إلى مربعات أمنية. وفي الساحل السوري، أفاد ناشطون ل «الشرق» عن تحركات عسكرية أمنية مريبة وغريبة في اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس، إذ انتشرت قوات الأمن والجيش بكثافة، وقطعت الطرقات وانتشرت سيارات الإسعاف، وأشار هؤلاء الناشطون أن الأمر لا يتعلق بالتظاهرات وإنما يرجحون أنه مرتبط بإعادة نشر قوات في الساحل السوري عموماً، سيما أن الخطوة جاءَت بعد التصويت على مشروع إدانة النظام السوري في الجمعية العمومية، وعبر ناشطون عن خشيتهم من إقدام النظام على تحصين الساحل واعتباره ملاذاً أخيراً لنجاته عن طريق التهديد بفصله طائفياً عن سورية. في الوقت الذي تستمر كتائب الأسد في قصف وحصار مدينة حمص للأسبوع الثاني على التوالي حيث استمر القصف على أحياء بابا عمرو والخالدية والإنشاءات، وتتعرض مدن درعا وحماة وإدلب إلى قصف مدفعي وصاروخي لليوم الثالث على التوالي. وقال ناشطون في بلدة عرطوز في ريف دمشق إن التوتر يسود منطقتهم لليوم الرابع على التوالي، وكانت التظاهرات قد عادت للانطلاق من جديد إثر مقتل شرطي من المنطقة في ظروف غامضة على طريق حمص بعد نقله من مكان خدمته في دمشق إلى حمص، وخرج عدد كبير من المشيّعين في جنازته، واجههم الأمن بالرصاص الحي، وأسفر عن مقتل شاب، وقد شن الأمن حملة اعتقالات أدت إلى مقتل امرأة أمام منزلها. وأكد ناشطون ل»الشرق» أن كتائب الأسد قصفت أمس بلدة بلودان بالمدفعية بعد انسحاب عناصر الجيش الحر من الزبداني إليها، وبلدة بلودان تقطنها أغلبية مسيحية، وأشار الناشطون أن كتائب الأسد تهدد سكان الزبداني بعد اقتحامها بهدم أي منزل يعثر فيه ولو على رصاصة فارغة. وحاصرت قوات أمنية كبيرة منطقة كفرسوسة أمس وأطلقت النار عشوائياً في الأزقة والحارات، ومع ذلك خرجت مجموعات متفرقة في مظاهرات طيارة تحت شعار «المقاومة الشعبية».وسقط خمسة قتلى في المزة وسط دمشق أمام جامع المصطفى برصاص الأمن إثر خروج مظاهرة كبيرة، بينما لم يستطع الناشطون إحصاء عدد الجرحى، وقالوا إن الأعداد كبيرة. وفي مدينة سلمية في محافظة حماة، خرجت مظاهرة حاشدة للتضامن مع المدن المنكوبة، والمطالبة بإسقاط النظام وتصدت لها قوات الأمن، واعتقلت الناشط حسن زهرة وصادرت سيارته، وأعقب ذلك حملة دهم واعتقالات أسفرت عن اعتقال ثلاثة ناشطين.