أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أن الضربات التركية في العراق وسورية لم تحصل على موافقة التحالف الدولي لمحاربة داعش. وشنت مقاتلات تركية، الثلاثاء، غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني في سنجار ومقرات وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى بصفوف المسلحين الأكراد. ووحدات حماية الشعب الكردية هي فصيل رئيسي في "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولاياتالمتحدة، التي شاركت في معارك ضد داعش وتعول عليها واشنطن في معركة استعادة الرقة، معقل المتشددين بسوريا. وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مسلحا في الأراضي التركية ذات الأغلبية الكردية منذ سنوات طويلة. وأثار دعم الولاياتالمتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية المنتشرة في شمال سوريا على الحدود التركية الجنوبية، غضب السلطات التركية، وتسبب في فتور بين واشنطنوأنقرة. وبعد الغارات التي استهدفت مقر القيادة العامة للوحدات قرب مدينة المالكية الواقعة في محافظة الحسكة عند المثلث الحدودي بين سورياوتركياوالعراق، سارعت القوات الأميركية إلى توجيه رسالة رمزية لتركيا. فقد أظهرت صور نشرتها وكالات أنباء غربية ضابطا بالجيش الأميركي يرافق قادة أكرادا في جولة بالمناطق التي قصفتها تركيا، مما يعتبر رسالة إلى تركيا مفادها أن الشراكة العسكرية بين واشنطن ووحدات حماية الشعب وثيقة. أما الرسالة الدبلوماسية فقد صدرت عن وزارة الخارجية الأميركية، التي عبرت عن "قلقها العميق" إزاء الضربات الجوية وقالت إن أنقرة لم تحصل على موافقة التحالف الذي تقوده واشنطن ضد داعش، ويضم نحو 60 دولة، بينها تركيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، "عبرنا عن تلك المخاوف لحكومة تركيا مباشرة. التحالف لم يوافق على هذه الضربات التي أدت إلى خسائر مؤسفة للأرواح في صفوف قوات شريكة لنا في قتال داعش". إلا أن تونر حرص، في الوقت نفسه، على تلطيف الأجواء مع أنقرة، حين أضاف أنه في حين أن الولاياتالمتحدة تدرك مخاوف تركيا إزاء حزب العمال الكردستاني، فإن الضربات الجوية عبر الحدود تضر بجهود التحالف لمكافحة التنظيم المتشدد.