خرجت تظاهرات أمس، في مناطق سيطرة الأكراد في شمال سورية للتنديد بغارات تركية استهدفت مواقع قيادية ل «وحدات حماية الشعب» يوم الثلثاء وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف هذا الفصيل المتحالف مع الأميركيين والذي تصفه أنقرة بأنه إرهابي على أساس أنه «الفرع السوري» ل «حزب العمال الكردستاني» المحظور. وشملت الغارات التركية أيضاً مواقع تابعة ل «حزب العمال» في جبال سنجار بشمال العراق. وأعلنت تركيا أمس، أنها «ردت بالمثل» على قصف مدفعي أصاب أراضيها انطلاقاً من مناطق يسيطر عليها الأكراد وأخرى تسيطر عليها الحكومة السورية في شمال غربي البلاد. وطالبت «الوحدات» الكردية السورية بفرض حظر طيران لمنع الأتراك من استهداف مواقعها في سورية، في رهان كما يبدو على تدخل الولاياتالمتحدة للدفاع عن الأكراد كونهم رأس الحربة في الحرب الحالية للقضاء على «داعش». ونقلت وكالة «رويترز» عن بيان للجيش التركي أمس، أنه رد بالمثل على قذائف مورتر انطلقت من منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية أصابت موقعاً عسكرياً في إقليم هاتاي بجنوب شرقي البلاد. وذكر الجيش في بيانه أن هجوماً منفصلاً بقذائف المورتر شنته «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية استهدف موقعاً عسكرياً آخر في هاتاي أيضاً أمس الأربعاء. وقال الجيش إن الهجومين لم يسفرا عن خسائر بشرية. وكان بيان للجيش التركي قال أول من أمس إن طائراته قصفت الثلثاء مواقع للمسلحين الأكراد في منطقة سنجار بالعراق وفي الحسكة بشمال شرقي سوريا، مما أسفر عن مقتل نحو 70 مسلحاً (40 في العراق و30 في سورية). وجددت الطائرات التركية أمس، قصفها لأهداف تابعة للمسلحين الأكراد في شمال العراق أمس، ما أوقع ستة قتلى. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من محافظة حلب أمس، إلى أن «قوات سورية الديموقراطية» (التي تضم «وحدات حماية الشعب») قصفت بقذائف الهاون محيط مدينة اعزاز وقريتي كفرخاشر وكفركلبين التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من تركيا بريف حلب الشمالي، مضيفاً أن «القوات التركية واصلت قصفها بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية لمناطق في قريتي فرفرك وقره بابا اللتين تسيطر عليهما قوات سورية الديموقراطية في ريف عفرين قرب الحدود السورية - التركية». ويبدو أن إعلان الجيش التركي عن رده على القصف الذي انطلق من مناطق «الوحدات» الكردية كان يقصد هذه المنطقة في ريف عفرين. وفي واشنطن عبّرت وزارة الخارجية الأميركية مساء أول من أمس، عن «قلقها العميق» إزاء الضربات الجوية التركية على المواقع الكردية في سورية. وقالت إن أنقرة لم تحصل على موافقة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويقاتل تنظيم «داعش». وتركيا عضو في هذا التحالف الذي يضم ما يربو على 60 دولة. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين: «عبّرنا عن تلك المخاوف لحكومة تركيا مباشرة. التحالف لم يوافق على هذه الضربات التي أدت إلى خسائر مؤسفة للأرواح في صفوف قوات شريكة لنا في قتال داعش». وقال شاهد من «رويترز» إن ضابطاً في الجيش الأميركي رافق قادة من «وحدات حماية الشعب» في جولة بالمناطق التي قصفتها تركيا في محافظة الحسكة، ما يوضح الشراكة الوثيقة بين الطرفين. وقالت السياسية الكردية البارزة إلهام أحمد الرئيسة المشاركة للجناح السياسي ل «قوات سورية الديموقراطية» إنها تريد من الولاياتالمتحدة توفير الحماية الجوية في مواجهة تركيا. على صعيد ميداني آخر في سورية، أشار «المرصد» إلى تنفيذ الطائرات الحربية خمس غارات على مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وتنفيذها غارات أخرى على مخيم معراته بريف معرة النعمان الشرقي وأطراف بلدتي جرجناز ومعصران، وبلدة حيش وقرية معرزيتا بريف إدلب الجنوبي. أما في محافظة حماة المجاورة، فقد سجّل «المرصد» قصفاً من القوات النظامية على مناطق في بلدة حلفايا وقرية شليوط بريف حماة الشمالي، حيث تشن فصائل المعارضة هجوماً مضاداً نجحت خلاله في استعادة السيطرة على قرية المصاصنة، في حين أوردت مصادر إعلامية موالية للحكومة أن قواتها سيطرت على قرية الزلاقيات قرب حلفايا.