الدمام – فلاح الدرعان الدوسري: التراجع طبيعي في ظل شح السيولة الراشد: عزوف الجماهير قتل حماس اللاعبين الياقوت : نحتاج إلى إداريين متخصصين في الاستثمار المعيبد: لابد من استحداث لجنة لتطوير الرياضة بالمنطقة الصالح: لم نتراجع والدليل رباعي «زين» أرجع عدد من الرياضيين في المنطقة الشرقية تراجع مستوى كرة القدم بالمنطقة إلى شح الموارد المالية، وعزوف المستثمرين عن دعم الأندية مقارنة بأندية دوري زين للمحترفين، مشددين على ضرورة إحداث نقلة حقيقية في المفاهيم الإدارية والاستثمارية حتى تستعيد الكرة الشرقاوية أمجادها وتصبح قادرة على تحقيق تطلعات جماهيرها بالعودة إلى منصات التتويج وحصد البطولات. واتفق الرياضيون في استطلاع أجرته «الشرق» على أن كرة القدم بالمنطقة تملك كل أدوات المنافسة من إمكانات فنية وإدارية، لكنهم اختلفوا على آلية إعادتها إلى سابق عهدها، لافتين إلى أن الكرة تجد اهتماما كبيرا من قبل شريحة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر في المجتمع، ما يتطلب مزيدا من الاهتمام والدعم. تسرب الجماهير عبدالرحمن الراشد أكد رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي الاتفاق عبدالرحمن الراشد أن قلة الإمكانيات المالية للأندية ليست وحدها وراء إخفاق أندية المنطقة، معتبراً أن ظاهرة تسرب الجماهير هي المشكلة التي يجب أن تتصدر الاهتمامات، منوها بدور الجماهير في تحفيز اللاعبين وإلهاب حماستهم في المباريات، مؤكدا أن خلو المدرجات من الجماهير يقتل المباريات ويفقدها بريقها ونكهتها، مرجعا عزوف الجماهير عن الملاعب إلى الانقلاب الكبير في اهتماماتهم بسبب التقنيات الحديثة، وحرص غالبيتهم على مواكبة الدوريات العالمية كالإسباني والإنجليزي والإيطالي. وقال: «الوضع لم يعد كما كان في السابق، والشباب الآن يهتم بالدوريات العالمية أكثر من البطولات المحلية، وأصبح معظم المباريات تلعب وسط حضور جماهيري ضعيف لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ومما لا يخفى على الجميع أن الجماهير عامل محفز للاعبين، وغيابها يفقد المباريات نكهتها، ويقتل حماس اللاعبين»، وزاد: «في السابق كنا نذهب للملاعب من العصر، وتكون المدرجات ممتلئة عن آخرها، عكس ما يحدث الأن، أضف إلى ذلك كان مستوى الأندية مثل الاتفاق والقادسية والنهضة متقاربا، والإثارة دائما ما تكون حاضرة في المباريات». ولم يعف الراشد المسؤولين مما حدث للكرة الشرقاوية من تراجع، مؤكدا أن ضعف الإعانات وتأخر صرفها وضع الأندية في موقف حرج، كونها مطالبة بتسديد التزاماتها المالية تجاه الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين، مشددا على ضرورة وجود رعاة حقيقين لدعم الأندية واستثمار ألعابها المختلفة على غرار الأندية العالمية. هجرة النجوم عبدالعزيز الدوسري ووصف رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري تراجع مستوى الكرة في المنطقة بالطبيعي في ظل شح الموارد المالية وعدم وجود رعاة ومستثمرين يدعمون الأندية، مؤكدا أن عزوف أعضاء الشرف عن الدعم ساهم كثيرا في ابتعاد الأندية عن منصات التتويج. ورأى الدوسري أن مشكلة الأندية لا تقتصر على شح الموارد المالية فقط، بل تتعداها إلى ذلك بكثير ومنها ظاهرة انتقال النجوم إلى الأندية المنافسة، وقال: «نحن في عصر الاحتراف، وطبيعي أن يبحث أي لاعب عن العرض الأفضل لتأمين مستقبله، ولكن علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي، ونتفرج على رحيل أبرز اللاعبين والمواهب، يجب علينا أن نتحرك، ولا يكون ذلك إلا بتوفر المال الذي يجعل الأندية تبقي على نجومها في ظل الإغراءات التي يجدونها من أندية اخرى». أزمة كوادر أما رئيس نادي القادسية السابق جاسم الياقوت فقد عزا تراجع الكرة بالمنطقة إلى افتقاد الأندية إلى الإداريين المتخصصين في الاستثمار، إضافة إلى معاناة إدارات الأندية من تأخر صرف الإعانات من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقال: «الوضع الحالي لا يبشر بخير، فالأندية بحاجة إلى مستثمرين، ومما يزيد الوضع صعوبة تأخر صرف الإعانات ومستحقات الأندية من الدخل التلفزيوني، وبدون ذلك يجب علينا أن نكون واقعيين ولا نحلم بتطور الكرة بالمنطقة»، مؤكدا أن «الكرة صناعة تستوجب الاهتمام بالجوانب الاستثمارية وتسويق المنتجات من قمصان اللاعبين وشعارات ومنتجات، وهو ما نفتقده في أندية المنطقة». واعترف بأن «الإدارات تعاني الأمرين في تجهيز فريقها الكروي، لافتا إلى أن عدم وجود السيولة الكافية يضع الأندية في موقف لا تحسد عليه، وأحيانا يضطرها للاستدانة لتغطية العجز المالي نظرا لعدم قدرتها المالية على توفير المتطلبات الأساسية التي من شأنها أن تعد الفرق بالشكل الذي يؤهلها للمنافسة وتحقيق الانتصارات، مشيرا إلى أن هذا الوضع انعكس سلبا على المستوى العام للفرق، وتسبب في تدهورها، وأدى إلى وجود مشاكل كبيرة بين الإدارات واللاعبين، ما أثر كثيرا على استقرارها» وأوضح: الاستقرار مطلوب، وبدونه لن تكون هناك نتائج إيجابية، يجب أن ندرس كيفية جذب المستثمرين، وتوفير الدعم المطلوب، وبعدها علينا أن نسند المهمة إلى إداريين بمواصفات خاصة، وليس كما يحدث حاليا، إذ إن جميع إداريي الأندية من أصحاب الدخل المحدود». تراجع كبير عدنان المعيبد فيما توقع أمين صندوق نادي الاتفاق عدنان المعيبد مزيدا من التراجع في مستوى الكرة بالمنطقة في ظل عدم قدرة الأندية في المحافظة على نجومها من إغراءات الأندية الأخرى، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة استحداث هيئة لتطوير الرياضة بالمنطقة تحت مظلة الإمارة، وتكون مهمتها الأساسية التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص لتوفير الدعم اللازم الذي يتيح للأندية تسيير أمورها بالشكل المطلوب. وقال: «الكرة السعودية تراجعت في السنوات الأخيرة، ولكنه كان بصورة أكبر في المنطقة الشرقية، ولا أستبعد مزيدا من التراجع في الفترة المقبلة، طالما ظل الوضع على ما هو عليه دون أن تكون هناك خطوات جادة تعيد للأندية بريقها وتجعلها قادرة على منافسة أندية المناطق الأخرى، مشيرا إلى أن العروض المغرية للاعبين من أندية العاصمة وجدة أضعف مستوى أندية المنطقة، وتسبب في ابتعادها عن المنافسة على البطولات». نتائج جيدة .. ولكن زكي الصالح وخالف لاعب فريق الاتفاق السابق والمحلل الفني الحالي زكي الصالح الآراء السابقة، مؤكدا أن الكرة بالمنطقة لم تتراجع، بل على العكس تطورت كثيرا في الفترة الأخيرة بدليل وجود أربعة أندية وهي الأتفاق والفتح والقادسية وهجر في دوري زين للمحترفين، مستشهدا في الوقت نفسه بالنتائج الكبيرة للفريق الاتفاقي هذا الموسم ووصوله إلى نهائي كأس ولي العهد واحتلاله مركزا متقدما في دوري زين للمحترفين، إضافة إلى مشاركته في كأس الاتحاد الآسيوي. وأضاف: «صحيح أن الكرة بالمنطقة تعاني من قلة مواردها المالية، ولكنها تنافس وتقدم نتائج إيجابية، وإذا استثنينا القادسية، فالفتح فريق منظم استحق احترام الجميع وأصبح الحصان الأسود للدوري، وهجر الصاعد حديثا للممتاز يحتل مركزا متقدما وحقق نتائج مميزة خصوصا أمام الفرق الكبيرة»، موضحا أن «هذه النتائج الإيجابية تتطلب مزيدا من الاهتمام والدعم في الفترة المقبلة، وإلا فإن الفرق ستكون مهددة في الموسم المقبل حال استمرت معاناتها المالية».