يقول أحد الأصدقاء: نحن لدينا مميزات لا توجد في أي مجتمع في العالم ونحن نفتخر بها، قلت له هل يمكن أن أعرف هذه المميزات التي تتغنى بها قال بكل تأكيد (إقفال المحلات وقت الصلاة، وعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، وكذلك الكرم الذي نمتاز به) شكرته مع بعض التحفظ، صحيح أن صاحبنا يعتز ويفتخر بالتميز أو المميزات المنفردة التي يحظى بها، وهذا بطبيعة الحال حقه المشروع، خاصة إذا كان هذا التميز ليس على حساب الآخرين. والبحث عن التميز حق للجميع، أما إذا كان هذا التميز يعم وعلى حساب العامة؛ فأشك أن يطلق عليه تميز، والأقرب إليه هي كلمة تعصب أو تمسك بعادات أكل وشرب عليها الدهر، ولكن لنستعرض باختصار تميز صاحبنا. -1 الإقفال وقت الصلاة، فعلا نحن متميزون بهذا؛ حيث لا تجد دولة في العالم تقفل محلاتها أوقات الصلاة، صحيح أنها دعوة وتحفيز للصلاة، ولكن هناك مناظر قد تؤذي الآخرين وليست حضارية، خاصة عندما تشاهد النساء والأطفال سواء كانوا سعوديين أو أجانب يقفون في الشارع تحت درجة حرارة 45، ناهيك عن أنها تعطيل لمصلحة الاقتصاد الوطني كما ذكر بعض المحللين الاقتصاديين، وهي طاردة للاستثمار الأجنبي، والدليل أن المستثمر لا يرغب في أن يشاهد أبواب استثماراته تقفل 45 دقيقة في كل صلاة، وهو يدفع نفقات ورواتب للموظفين. -2 عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، هذه ميزة أخرى لصاحبنا، وبالتالي كنا قبل فترة وجيزة لسنا الوحيدين الذين يمنعون المرأة من قيادة السيارة. -3 الكرم، إذا كان صديقنا يقصد الكرم المتواضع فله كل الحق أن يفتخر بذلك، وهذه ميزة جميلة، أما إذا كان هدفه البذخ والإسراف كما شاهدنا في بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي يبالغ أصحابها بهذا الكرم؛ حيث تجد «عشرة مفاطيح وحاشي» لخمسة ضيوف، فهذا ينم عن إسراف وجهل لا يستفيد منها إلا الحاويات؛ لذا أقول لصاحبنا: آسف لست معكم في هذا التفاخر المشين. رسالة إلى صديقي: هذه ليست امتيازات أخي العزيز كي تفتخر بها، هذه مشكلات اجتماعية شبه مستعصية تبحث عن حلول جذرية، وعلينا قبل التفاخر بها أن نجد لها الحلول الناجعة لمصلحة أبنائنا، وأن لا نتوقف عند نقطة الصفر ونعلن عجزنا، وبالتالي سوف يتجاوزنا الزمن ونحن «محلك سر».