نسعد كثيرا خلال “ليالي الصيف” بالاحتفال بآلاف الزواجات في وطننا الحبيب؛ فليس أروع من اجتماع رأسين في الحلال؛ لأن في ذلك إكثارا لسواد الأمة بإنجاب الذرية الصالحة بإذن الله، وكذلك إعفاف الشباب وإحصان الفتيات، وقد أعجبني تنامي الوعي وازدياد الإدراك لدى الفتيات وأولياء أمورهن أخيرا بأهمية الترشيد والإقلال من الإسراف والبذخ الزائد في حفلات الزفاف، ونحن نشكرهم ونشكرهن على ذلك، ونأمل زيادة عدد الفتيات الواعيات والمدركات لأهمية تقليص مصاريف الزواج وعدم إثقال كاهل الأزواج بما هو فوق طاقتهم؛ لأن الهدف الأسمى والأساس حصول التوفيق والوئام والود بين الزوجين، وهذا ما يحدث غالبا في حالة كون الزواج عائليا أو محدود التكاليف ومختصر النفقات. ومن ذلك نلحظ أن الزواجات التي يصحبها إسراف وبذخ وإنفاق كبير يكون مصير غالبيتها “الطلاق”، وقد أخبرنا الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن “أكثرهن بركة أيسرهن مؤونة”. وقد أعجبنا اتجاه أولياء أمور الفتيات في الفترة الأخيرة إلى استئجار الاستراحات لإقامة حفلات الزفاف واقتصار المدعوين على المقربين من العروسين. ونأمل أن يستمر هذا النهج لتتحقق البركة والتوفيق للزوجين ويدوم الصفاء والود والوئام بينهما؛ فهذا هو المهم وليس التفاخر والبذخ وزيادة التكاليف والنفقات التي لا طائل من ورائها. وفي الختام، نسأل المولى عز وجل أن يبارك لكل عروسين، وأن يبارك عليهما، وأن يجمع بينهما في خير ويرزقهما الذرية الصالحة.