في حين تعالج قضايا مصيرية لحقوق الانسان في العالم المتقدم بسخونة وتعجل! نناقش نحن قضايا كمالية تستنزف فكرا ووقتا نهايتها الإفلاس إذا وصلت للقضايا المصيرية. مثلا: قيادة المرأة للسيارة ! وصفت بقضية مجتمع! فمن المجتمع الذي يحدد مصيرها؟ هل التصويت موجود؟ وهل الشورى ممثل لرأي المجتمع؟ في المملكة العربية السعودية يتحاكم المواطنون بالإسلام , الذي كرّم المرأة وأظهر حقوقها وأعلى من شأنها , ولن تكون قيادة المرأة منسجمة مع تلك الروح السامية لهذا الدين العظيم , ولن تأتي السيارة بزيادة إكرام بل امتهان مهما كانت المبررات. ولو كان المطالبون بالقيادة أصدق صوتاً وأكثر وعياً وأعمق فهماً للحقوق لما بدأوا بتلك المطالبة الكمالية لكن يبدو في الدعوة مالم يظهروه اليوم؟ كان عليهم - لو صدقوا- أن يطالبوا بحقوق المرأة الشرعية بطرق رسمية التي لم تكتمل بعد , كالنفقة لمن لا وظيفة لها , للأرملة والمطلقة ممن ليس لها عائل , وتهيئة بيئة عمل تليق بالمرأة ومكانتها والعضل ونحوه. لكن "النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة". ولعلي استشرف مستقبل السماح بالقيادة من خلال المظاهرات وخرق نظام المرور بالقيادة الجماعية والتشغيب الفوضوي: - ستكون قرارات المجتمع للأعلى صوتاً ونفوذاً! - فشل دخول المرأة في القرارات العامة للمجتمع كالقيادة مثلا. - السماح بالقيادة باب لخرق خصوصية المجتمع الذي تميّز به بين العالم الاسلامي في تكريم المرأة في هذا الجانب. - تكريس للمظهرية الجوفاء المقيتة , حيث المتوقع اقتناء المرأة لأفخم السيارات والتفاخر بها , فالمرأة لا ترضى أن تكون الاقل! لذا سيلحق الأسرة مزيدا من ثقل الدين والتقسيط , وتعزيزاً للضغط المادي والنفسي والطبقية في المجتمع. - قيادة المرأة لن تكون آخر المطالب الكمالية بل هي بداية بلا نهاية لمطالب قادمة. - لن تسلم المرأة من الحوادث المميتة والمقعدة , والحال أن الرجل لم يسلم من السائقين الطائشين والمخمورين والمتهورين فكيف بالمرأة! - ضعف الامن في الطرق الخالية سيشكل خطرا على المرأة. - ستكون المرأة من نكبات الحركة المرورية بكثرة الحوادث وطبيعة المرأة الارتباك والاضطراب أمام مفاجآت الطرق! - لن يتناقص أعداد السائقين الوافدين ولنا في دول الجوار صورة لا ينبغي أن نكررها! - السماح بأسلوب المظاهرات والدعوات الشعبية والتشغيب! وهذا باب شر عظيم على تماسك واستقرار الكلمة في مجتمعنا. - لن تقدم قيادة المرأة أي تقدم حضاري للمجتمع. - مستوى الاخلاق والذوق العام في مجتمعنا لفئة من الشباب لم يصل لاحترام المرأة الضعيفة. - الهجمة الغربية على التعامل مع المرأة في السعودية سببه إعلامنا الذي لن يظهر القبيح لكنه للأسف يستر الحسن في ما يتعلق بوضع المرأة السعودية. - خرم خصوصية المجتمع السعودي المحافظ بآداب الاسلام ميزة , وليست نقص بين العالم فالمنهزمون يعتبرونه نقصا وهو كمالاً يجب أن يحتذى ويفاخر به. حفظ الله أمننا واستقرارنا وديننا. خالد بن محمد الشبانة