قُتِل مسؤول تسليحٍ في جماعة الحوثي الانقلابية إثر معارك عنيفة في تعز أمس، بحسب ما أفاد مصدرٍ عسكري يمني. في غضون ذلك؛ اتهمت منظمةٌ حقوقيةٌ دوليةٌ ميليشيات الحوثي- صالح باستخدام الألغام المضادة للأفراد في 6 محافظاتٍ على الأقل، ما أدى إلى قتل وتشويه مئات المدنيين. وأفاد مصدرٌ عسكري، تحدّث لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، بمقتل القيادي الحوثي سجاد المتوكل، في «المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش الوطني مسنوداً بطائرات التحالف، منذ فجر الخميس، في مداخل مديرية موزع وجبال الثوباني بمحافظة تعز (غرب)». والمتوكل كان مسؤولاً، وفقاً لما نقلته الوكالة، عن تسليح الحوثيين في جبهة معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي في المحافظة، وقُتِل معه عددٌ من مرافقيه في جبال الثوباني. ولاحظ المصدر العسكري استمرار المعارك ضد الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح) عند «مداخل موزع وفي أطراف منطقة الثوباني والغرافي». وأشار إلى «تقدم كبير للجيش الوطني، لتحقيق السيطرة الكاملة على هذه المنطقة المتسلسلة». وذكر مصدر آخر أن منطقة الثوباني تحررت بالفعل. في الوقت نفسه؛ أفادت «سبأ» بشنّ مقاتلات التحالف العربي الداعم للشرعية أكثر من 10 غارات صباح أمس استهدفت مخازن أسلحة للانقلابيين في جبال موزع، «فيما تدك مدفعية الجيش الوطني مواقعهم وأوكارهم في الجبال الشمالية لمديرية موزع غربي تعز». وأشارت الوكالة إلى شن مقاتلات التحالف غارتين على تجمعات وآليات للميليشيات في مفرق الأحيوق بالوازعية القريبة. في ذات السياق؛ أفاد موقع «سبتمبر نت» الإلكتروني، المقرّب من الجيش اليمني، بتمكن قوات الشرعية (الجيش والمقاومة الشعبية)، مسنودةً بغطاءٍ من مقاتِلات التحالف، من تحرير منطقة الثوباني القريبة من معسكر خالد بن الوليد. وأبلغ مصدرٌ عسكري الموقع بأن «السيطرة على الثوباني تزامنت مع غاراتٍ لمقاتلات التحالف استهدفت تحصينات الميليشيات، قبل أن تتمكن القوات البرية للجيش الوطني من تحرير المنطقة بالكامل». وتطل الثوباني، وفقاً للموقع، على منطقة الغرافي المحاذية للمعسكر. وأفاد المصدر ببدء فرق هندسية نزع ألغام كانت الميليشيات زرعتها لمنع تقدم قوات الشرعية في هذه المنطقة. ونقل «سبتمبر نت» عن الناطق باسم محور تعز في الجيش الوطني، العقيد منصور الحساني، أن قوات الجيش أطبقت الحصار على معسكر خالد بن الوليد من عدة اتجاهات. وأفاد الحساني بتضييق القوات الحصار على الحوثيين بعد سيطرتها على المرتفعات المطلّة على المعسكر من الاتجاهات الشرقية والشمالية والغربية. وقال «أصبح قلب المعسكر تحت سيطرة نيران الجيش الوطني، مع استمرار فريق نزع الألغام في عمله بالمناطق المحيطة». وشن طيران التحالف، وفقاً للموقع، عدة غارات استهدفت ثكنات الانقلابيين في محيط المعسكر تمهيداً لاقتحامه من قِبَل قوات الشرعية، كما استهدفت تعزيزاتٍ لهم على الخط الرابط بين مدينتي تعز والمخا وفي مفرق المخا. ووفقاً لموقع «روسيا اليوم» الإلكتروني؛ يقع المعسكر بين تلال جبلية في موزع على بُعد 40 كيلومتراً شرق مدينة المخا، ويتوسط 3 بلدات ريفية. واستعادته ستعني، بحسب تقدير الموقع، انهياراً تاماً للحوثيين في غرب تعز، لأنه المعسكر الأكبر في المحافظة وقاعدة انطلاقٍ في اتجاه المخا غرباً والوازعية جنوباً ومقبنة شرقاً. على جبهةٍ أخرى؛ أفاد متحدثٌ باسم قوات الشرعية بتقدّمها، أمس، في مديرية المتون غربي محافظة الجوف (شمال شرقي اليمن)، بعد معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي- صالح. وذكر المتحدث، عبدالله الأشرف، أن القوات سيطرت على مزرعة الورش؛ لافتاً إلى «معارك عنيفة بين الطرفين». ونقل موقع «المصدر أونلاين» الإلكتروني اليمني عن الأشرف أن القوات تحاصر عدداً من المسلحين الحوثيين داخل مبنى في المزرعة، بعدما «هاجمت مواقعهم غرب مزوية من اتجاهين». في سياقٍ متصل؛ اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية ميليشيات الحوثي- صالح باستخدام ألغام محظورة، ما تسبب في مقتل وتشويه مئات المدنيين وإعاقة عودة نازحين إلى منازلهم. وأفاد تقريرٌ للمنظمة باستخدام الميليشيات ألغاماً أرضية مضادة للأفراد في 6 محافظات على الأقل منذ 2015. وذكّر بأن اليمن حظر الألغام المضادة للأفراد منذ قرابة عقدين، «لكن المتمردين خرقوا هذا الحظر وتسببوا في قتل وتشويه مئات المدنيين، وتعطيل الحياة المدنية في المناطق المتضررة، وإعاقة العودة الآمنة لآلاف المدنيين النازحين إلى منازلهم». واعتبرت «هيومن رايتس ووتش»، التي تتخذ نيويورك مقراً، استخدام الحوثيين وقوات صالح الألغام الأرضية المضادة للأفراد انتهاكاً لقوانين الحرب، مشددةً «الأفراد المتورطون يرتكبون جرائم حرب». ودعت المنظمة المتمردين، على الحكومة الشرعية، إلى اتخاذ «خطوات فورية لضمان توقف القوات التابعة لهم عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي ألغام مضادة للأفراد تمتلكها، وإنزال العقاب المناسب بكل من يستخدم هذه الأسلحة العشوائية». وخلال العامين الماضيين؛ حررت قوات الشرعية، بدعمٍ من التحالف العربي الذي تقوده المملكة، معظم مناطق الجنوب اليمني، بما فيها العاصمة المؤقتة عدن، ومناطق واسعة شرقاً وغرباً وشمالاً، فيما ينحصر وجود الميليشيات في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بينها الحديدة الساحلية غرباً.