قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أصدرته أمس، إن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح استخدموا ألغاماً أرضية مضادة للأفراد ومحظوراً استخدامها، ما تسبَب في وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وأعاق عودة النازحين بسبب القتال. وطالبت الحوثيين وقوات صالح بالتوقف فوراً عن استخدام هذه الأسلحة والالتزام باتفاقية حظر الألغام للعام 1997، التي انضم إليها اليمن عام 1998. واتهمت المنظمة قوات الحوثي وصالح بارتكاب جرائم حرب بسبب تورطهم في زرع الألغام المضادة للأفراد وتلك المضادة للمركبات بشكل عشوائي، ولم تتخذ احتياطات كافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين. ميدانياً، لقي القيادي في ميليشيات الحوثيين سجاد المتوكل مصرعه أمس في المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش الوطني بدعم من طائرات التحالف العربي منذ الفجر في مداخل مديرية موزع وجبال الثوباني بتعز. وأوضح مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المتوكل هو المسؤول عن تسليح عناصر الميليشيات في جبهة معسكر خالد، وأن عدداً من مرافقيه قتلوا معه في جبال الثوباني. وأشار إلى أن المعارك مستمرة على مداخل موزع وفي أطراف منطقة الثوباني والغرافي، وسط تقدم كبير لأفراد الجيش لتحقيق السيطرة الكاملة على المنطقة. وشنت مقاتلات التحالف أكثر من 10 غارات صباحاً استهدفت مخازن أسلحة للميليشيات الانقلابية في جبال موزع أعقبتها انفجارات كبيرة، فيما تدك مدفعية الجيش مواقع الانقلابيين في الجبال الشمالية لمديرية موزع غرب تعز. واستهدفت بغارتين تجمعات وآليات للميليشيات الانقلابية في مفرق الأحيوق بالوازعية غرب تعز. وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها، أن قوات الحوثي وصالح استخدمت ألغاماً أرضية في 6 محافظات على الأقل منذ بدء العمليات العسكرية. وتسببت الألغام في قتل وتشويه مئات المدنيين، وعطلت الحياة في المناطق المتضررة. وقال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في المنظمة، إن قوات الحوثي وصالح تخرق الحظر المفروض على استخدام الألغام الأرضية وتهدد حياة المدنيين اليمنيين. وأضاف أن استخدام هذه القوات للألغام المحظورة سيزيد المدة التي يحتاج إليها اليمن للتعافي من هذا النزاع. ودعا الحكومات إلى إدانة استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد والعمل مع المسؤولين اليمنيين على محاسبة مستخدميها. وكان فريق من الباحثين من المنظمة قام بزيارة مدينة عدن في بداية هذا العام، وجمع أفراده بيانات من خبراء إزالة ألغام ومسؤولين أمنيين محليين وضحايا ألغام أرضية ونشطاء، وأجروا مقابلات هاتفية مع ضحايا ونشطاء من محافظات أخرى. وحققت «هيومن رايتس ووتش» في 10 حوادث انفجرت فيها ألغام زرعتها قوات الحوثي وصالح في محافظاتصنعاءومأربوعدن وتعز. وأفادت «المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام» بأن الألغام الأرضية قتلت 18 شخصاً على الأقل وجرحت أكثر من 39 في منطقتين من محافظة تعز بين أيار (مايو) 2015 ونيسان (أبريل) 2016. كما وثقت «الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات» حالات قُتل فيها أكثر من 80 شخصاً وجرح 136 آخرون بسبب ألغام أرضية في محافظاتمأرب والجوف منذ بدء النزاع. وأفادت «مبادرة رصد الألغام الأرضية» بأن 988 شخصاً على الأقل قتلوا أو جرحوا بسبب الألغام الأرضية أو غيرها من مخلفات الحرب في اليمن. في شأن آخر، جاءت عملية اغتيال العميد وضاح الشحطري ابن أخت علي صالح، ومدير الأمن بمحافظة المحويت العميد علي صالح عبدالغني في كمين أمس، تنفيذاً للتهديد الذي أطلقه زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي بتصفية من سماهم «الطابور الخامس» المنضوين تحت عباءة علي صالح و «المؤتمر الشعبي العام» الشريك في الانقلاب، وينتظر المراقبون رد صالح على الحوثيين بعد هذه الحادثة على رغم تأكيد العديد منهم عدم قدرته على الرد. وتسود حالة من التوتر بين الطرفين إثر تنفيذ كل منهما عمليات تصفية لأتباع الطرف الآخر في بعض المحافظات التي تقع تحت سيطرتهما.