هذه قصة خيالية «النملة المجتهدة» تنسب للمؤرخ والكاتب الفرنسي «لافونتين» يقول فيها كانت هناك نملة مجتهدة تتجه يومياً لعملها بنشاط وهمة وسعادة، فتنتج وتنجز كثيراً، وعندما رآها الأسد تعمل بكفاءة دون إشراف؛ قال لنفسه «إذا كانت النملة تعمل بهذه الطاقة دون إشراف، فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفاً؟ فقام بتوظيف الصرصور مشرفاً عليها، فكان أول قراراته وضع نظام للحضور والانصراف، وسكرتيرة لكتابة التقارير وعنكبوت للأرشيف. ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير التقارير برسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة، فاشترى جهاز كمبيوتر وطابعة، وعيَّن الذبابة مسؤولة عن نظم المعلومات، كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية والاجتماعات التي تضيع الوقت والمجهود، شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء، فقام بتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري، فكان أول قراراتها شراء أثاث جديد من أجل راحة الموظفين، كما عينت مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية. وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل، وجد أنه من الضروري تقليص النفقات تحقيقاً لهذا الهدف، فعيّن البومة مستشاراً مالياً، درست البومة الوضع ورفعت تقريراً مفاده أن القسم يعاني من العمالة الزائدة، فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجيتها!، كم نحن في حاجة إلى كثير من النمل في إداراتنا التي تعاني من تكدس الصراصير والذباب والجراد والبوم التي يمكن القضاء عليها لولا الأسد القابع هناك، وحتى لو تمت إزاحته فهناك ألف أسد وأسد، وليس على النمل سوى التضرع إلى المولى أن يكشف الغمة.