اليوم يسدل الستار على معرض الكتاب، الحدث الثقافي الأجمل والأكثر صخباً في السنوات الأخيرة. أرقام المعرض تشير إلى وجود قارئ جيد، حيث قارب عدد الزوار مليوني زائر، فيما تجاوز عدد الكتب المباعة أربعة ملايين كتاب. هذا الرقم يتصادم مع التقرير الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي مؤخراً عن تدهور نسبة القراءة بين العرب، مقارنة بالغربيين! إذ أشار التقرير إلى أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي نحو مائتي ساعة سنوياً، فيما لا يتجاوز مجموع ما يخصصه الفرد العربي من وقت للقراءة ست دقائق في العام الواحد! مع عدم قناعتي بأرقام التقرير المبالغة في الاتجاهين، إلا أن معطيات معرض الكتاب السعودي، تجعل من الضروري قيام مراكز البحث لدينا بتقديم رؤية بحثية علمية، تستجلي لنا صورة العلاقة بين السعوديين ومعرض الكتاب، وما إذا كانت القوة الشرائية، تقابلها بالفعل قراءة، لعلها تنصف القارئ السعودي الذي حشرته مؤسسة الفكر العربي، مع أشقائه العرب، في تقريرها البعيد عن الموضوعية -حسب وجهة نظري-. في هذا الاتجاه، أستغرب أن تهمل المؤسسات الحكومية المنظمة والمشاركة في معرض الكتاب البحث العلمي، وتقصر دورها على التنظيم والمشاركة، رغم أن المعرض يقدم فرصة عظيمة للباحثين بوصفه بيئة بحثية خصبة، مكتملة الشروط، ويكفي أنه يوفر عينة بحث لا يمكن لأي باحث مهما أوتي من قدرات أن يصل إليها في وقت ومكان محدد كمعرض الكتاب.