كثر هم من لا يستطيعون بدء نهارهم دون كوب القهوة، وينظرون إلى إيجابياتها دون إدراك المخاطر فيما وراء هذا النوع من الإدمان، لذا من المهم معرفة أضرار القهوة وسلبياتها على صحة الجسم: القهوة تعد المشروب المفضل لدى كثيرين، إذا إن أغلب الأشخاص لا يستطعون بدء نهارهم دون إشباع إدمانهم على الكافيين بكوب من القهوة الساخنة. بالطبع للقهوة فوائد عديدة تعود على الجسم لا يمكن إنكارها، إذ إن مجموعة من الدراسات أظهرت أن القهوة قد تساعد على تحسين اليقظة، وتناولها على المدى البعيد قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري والسرطانات ومرض باركينيوس والزهايمر. لكن سأتطرق الآن إلى الوجه الآخر للقهوة، خاصة لمن يستهلكون منها ما هو زائد عن الحد المسموح لهم يومياً، إذ إنه على عكس هذه الفوائد سيؤدي استهلاكك القهوة بكميات كبيرة وعلى المدى الطويل إلى زيادة خطر إصابتك بارتفاع الكولسترول وأمراض القلب وهشاشة العظام وغيرها. إن من أضرار شرب القهوة يومياً: تحوي القهوة بعض المواد المهيجة للمعدة ولبطانة الأمعاء الدقيقة مثل الكافيين وبعض الأحماض، وهذا بالتأكيد سيشكل المتاعب لمن يعانون من القرحة والالتهابات المعوية، لذا عادة ما ينصح الأطباء والمختصون من يعانون من مشكلات في الهضم بتجنب شرب القهوة لتجنب الأعراض المزعجة والتهيجات التي قد تنجم عنها. المكونات التي تحويها القهوة، خاصة الكافيين، تسهم في تهيج الأمعاء الدقيقة وزيادة أعراض القولون العصبي من تشنجات في البطن ومشكلات متناوبة ما بين الإسهال والإمساك. كما أن تناول القهوة يزيد من حموضة المعدة، إضافة إلى كون الكافيين وغيره من مركبات القهوة التي تسهم في ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلى، مما قد يسبب حرقة المعدة نتيجة للارتجاع المعدي المريئي. الإسهال شرب القهوة يسرع من عملية إفراغ المعدة ومرور الطعام السريع إلى الأمعاء دون أن يتم هضمه بشكل كامل، كما يزيد من حركة الأمعاء وانقباض عضلاتها، مما يجعلها تعمل كمليِّن للفضلات ومسبب للإسهال إن زاد استهلاكها عن الحد المعتاد والمسموح، مما قد يؤدي إلى سوء امتصاص وحدوث التهابات ومشكلات في الجهاز الهضمي. إن شرب كميات كبيرة من القهوة قد يزيد من إفراز هرمونات التوتر والإجهاد مثل هرمون الكورتيزول والأدرينالين التي تسهم في زيادة معدل دقات القلب وضغط الدم، وفي حال تناول القهوة بكميات عالية فإن ذلك قد يقود إلى الشعور بالتوتر والعصبية بدلاً من الاسترخاء وتعزيز المزاج الذي قد يحدث بتناول كميات بسيطة منها. مادة الأكريلاميد هي مادة مسرطنة موجودة -مع الأسف- في عديد من أطعمتنا مثل البطاطا، وهي قد تنتج في القهوة عندما يتم تحميص حبوب البن في درجات حرارة عالية، وبما أنه قد ثبت أن القهوة واحد من المصادر الرئيسة لهذه المادة الكيميائية الخطرة لذا فيفضل تناولها بحذر أو اختيار النوعيات الجيدة من القهوة أو استبدالها بالقهوة الخضراء. إذا ما كنت تتناول بعض الأدوية أو المكملات العشبية فانتبه عند تناولك القهوة بوقت قريب منها، حيث وجدت بعض التجارب تفاعلات جانبية ما بين الكافيين وبعض أنواع الأدوية، مثل بعض أدوية المضادات الحيوية. لذا فدائماً احرص على استشارة طبيب حول الطرق الأمثل لتناول دوائك بعيداً عن أيٍّ من الأغذية والمشروبات التي قد تتعارض مع عملها أو تحده. قد يؤثر شرب القهوة على امتصاص المعادن في الجسم وعلى عمل الكليتين، فالأشخاص الذين يشربون القهوة وبكميات كبيرة هم معرَّضون لسوء التغذية والإصابة بنقص بعض العناصر، فقد وُجد أن القهوة تؤثر على امتصاص الحديد في المعدة، كما أنها تؤثر على قدرة الكلى في الاحتفاظ ببعض المعادن المهمة للجسم مثل المغنيسيوم والكالسيوم والزنك، وبالطبع أي نقص في هذه العناصر سيقود إلى الإصابة بمشكلات صحية، فمثلاً نقص المغنيسيوم قد يؤثر على انتظام عمل الأمعاء ويسبب مشكلات في الجهاز الهضمي. لا يُنصح عادة بشرب القهوة في الصباح على معدة فارغة، أو كما يُقال على الريق، إذ إن ذلك يحفز على إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة، وهذا الحمض مخصص فقط لهضم الطعام، ويتم إفرازه في حال وجود طعام بالمعدة، وفي حال تكرر إفراز هذا الحمض من قِبل جسمك استجابة لأكواب القهوة قد تصبح هناك صعوبة في إنتاج كميات كافية منه للتعامل مع الوجبات الدسمة والكبيرة لاحقاً، وبالتالي فإن هضم البروتينات سيتأثر بسبب عدم وجود كميات كافية من هذا الحمض لإتمام عملية هضمها، فينتقل البروتين إلى الأمعاء الدقيقة دون أن يتم كسره وهضمه بشكل سليم، وبالطبع فإن البروتين غير المهضوم بشكل سليم يرتبط بعدد كبير من المشكلات الصحية مثل التلبكات المعوية والنفخة والغازات وأعراض القولون العصبي والانسدادات، وقد تصل إلى رفع خطر الإصابة بسرطان القولون، لذا فننصحك بتجنب هذه العادة اليومية السيئة تجنباً لهذه المخاطر. يجب الحرص في استهلاك القهوة، حيث يفضل أن يكون عرضياً وبأكواب صغيرة، كما أن جودة القهوة ونوعيتها لهما دور كبير في دورها وتأثيرها، كما يفضل أن تكون عضوية وغير مصنعة وخالية من أي مبيدات حشرية، يمكننا استبدال القهوه المحمصة بالقهوة الخضراء التي تعد مصدراً عالي مضادات الأكسدة وحمض الكلوروجينيك، كما أنها تساعد على تعزيز مناعة الجسم والوقاية من السرطانات، وتساعد في تخفيف الوزن وتقليل نسبة الدهون في الدم. أخيراً.. تناولوا قهوتكم باعتدال من أجل صحة أفضل.