وعودة لحديثنا أنه لابد أن يمتلك الشخص مهارة ووعيا يجعل قناعه المادي أو الحسي تحت سيطرته ووفق اختياره لأنه حتما يمثل أحد جوانبه، لكن بعضا يتعمد إلباسك وجها غير وجهك أمام الآخرين بغيته تغييب وجهك الحقيقي عن المشهد وهنا لا نفترض حسن النية بل الواضح أنه يخشى فوزك أو انتصارك عليه، أو حبهم لك فيسعى لتشويهك أمام الآخرين لكي يراك من بيده صنع القرار أو من يميل لك، ويعجب فيك بشكل مغاير فينفر منك أو يتجنبك وقد تفلح مساعيهم برهة من الزمن، لكن تظهر حقيقتك عندهم بأفعالك المحمودة وعملك المتميز أو مواقفك النبيلة فهذا والله لعمري الوشاية والبهتان التي حرمها الدين، أما الصديق الصدوق، والأخ المخلص، والقائد المحنك فلا تنطلي عليه تلك الأقنعة التي يلبسونها للغائبين من وصف للأشخاص بطريقة سيئة ومهينة بل نجده يتثبت إن جاءه فاسق بنبأ حتى لا يصيب قوما بجهالة يندم بعدها! أما المشاعر السلبية وأمراض القلوب فسبب رئيس في التلبس، فغالبا ما يجبرهم حب التملك أو الحسد أو الانتقام على التخفي بعكس مايحملون من ضغينة حتى يتمكنوا من تنفيذ كيدهم «ولا يغيب ذلك على المطلع على النيات والقلوب». والأقنعة التجارية رمز أو شعار صاحب النشاط (اللوجو) وهو القناع الدعائي الذي يود من خلاله أن يتعرف الناس على مشروعه ونشاطه. وتنطلق فكرة الأقنعة العبثية في الحفلات التنكرية من وحي تغييب الهوية الظاهرة لزمن محدد، وارتداء الهوية الكامنة في قرارة الشخص أو على الأقل ارتداء هوية شخصية يكن لها الإعجاب ثقافة وسلوكا المراد أن قناعه يمثل رغبته أو حلمه أو قناعته والأقنعة الإجبارية أدوار نضطر أن نقوم بها عند غياب أصحابها الحقيقيين كاضطرار الأم أن تقوم بدور الأب في غيابه والعكس صحيح. والطريف أن الأطفال مغرمون بارتداء الأقنعة التي تمثل الشخصيات ذات القدرات الخارقة أو للكبار كنوع من المحاكاة كطور من أطوار النمو التي تساهم في ظهور معالم شخصيتهم. وكقلب للمعادلة فإن القناع يمثل الهوية الحقيقية والحلم والقناعة (فقل لي ما هو قناعك أقل لك من أنت).