حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، نيكي هيلي، من أنه عندما تفشل المنظمة الدولية في التحرك بشكل جماعي فإن الدول عندئذ تضطر إلى التصرف من تلقاء نفسها. وأبلغت هيلي مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة، خلال اجتماع طارئ مساء أمس، بأن «الأسد وروسيا وإيران لا يهتمون بالسلام». وشددت «الحكومة السورية غير الشرعية التي يقودها رجل مجرد من الضمير ارتكبت فظائع لا تحصى ضد شعبه»، و»عندما تفشل الأممالمتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي.. فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا». ولم تحدد هيلي أي نوع من التحرك يمكن أن يُتّخَذ. وقبيل اجتماع مجلس الأمن الذي بحث في الهجوم الكيماوي أمس الأول على بلدة خان شيخون السورية؛ دعا السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، فرانسوا ديلاتر، روسيا إلى ممارسة ضغط أقوى على نظام الأسد. وقال «حقيقةً نحتاج أيضاً من أمريكا التزاماً جدياً بحل في سوريا وأن تلقي بثقلها كاملاً وراءه»، مضيفاً في تصريحاتٍ للصحفيين «نتحدث عن جرائم حرب». فيما وجّه سفير بريطانيا، ماثيو رايكروفت، سؤالاً لروسيا أمام المجلس قائلاً «ما هي خطتكم؟ ما هي خطتكم لوقف هذه الهجمات المروعة الحمقاء؟ كانت لدينا خطة وكان لدينا الدعم، وأنتم رفضتموه، لحماية الأسد». واعتبر رايكروفت أن حق النقض «الفيتو» يبعث برسالة تشجيع لبشار الأسد. ورد السفير الروسي، فلاديمير سافرونكوف، بالقول إن بلاده لديها أكثر من خطة «لكن الأولَى هي محاربة الإرهاب». وقوات الأسد، المدعومة من روسيا وإيران التي تدير ميليشيات عدة، تعتبر كل المعارضين إرهابيين. فيما يقصُر أغلب المجتمع الدولي، لدى حديثه عن الأزمة السورية، وصفَ «التنظيم الإرهابي» على «داعش» و»النصرة». وكانت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا اقترحت إصدار مجلس الأمن قراراً يدين الهجوم الكيماوي، أمس الأول، على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب سوريا)؛ ويدفع نظام الأسد إلى السماح بتحقيق دولي يتطرق إلى خطط الطلعات الجوية وسجلاتها ليوم الثلاثاء الماضي وأسماء قادة طائرات الهليكوبتر وبيانات عن دخول القواعد الجوية. ووصفت روسيا مسودة القرار ب «غير مقبولة». وفي فبراير الماضي؛ استخدمت روسيا مدعومةً بالصين حق النقض (الفيتو) للمرة السابعة لحماية النظام السوري من اتخاذ إجراء ضده في مجلس الأمن، فحالت دون مسعى القوى الغربية لفرض عقوبات على الأسد بشأن اتهامات بهجمات بأسلحة كيماوية.