قصفت ميليشيات الحوثي- صالح الانقلابية أحياء سكنية أمس في مدينة تعز وريفها (غرب اليمن)، بحسب شهود عيانٍ أفادوا بمقتل مدنيين اثنين على الإثر وإصابة 8 آخرين بجروح بينهم 4 أطفال. في الوقت نفسه؛ اتهم مصدر محلي في مدينة ذمار (وسط) الميليشيات باحتجاز عشرات الناقلات المحمّلة بالسلع الغذائية والبضائع. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن شهودٍ أن مدنياً قُتِلَ؛ وأصيب 5 من أفراد أسرته بينهم طفلان، إثر سقوط قذيفة، أطلقها الانقلابيون على منزلٍ في منطقة عصيفرة في مدينة تعز (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه). وأشارت «سبأ» إلى تنفيذ الميليشيات قصفاً مماثلاً على أحياء سكنية بالقرب من جولة سنان القريبة من الموقع الأول، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة زوجته واثنين من أطفاله. ووفقاً للوكالة نفسها؛ أطلق الانقلابيون، المتمركزون في دمنة خدير (إحدى مديريات محافظة تعز)، صواريخ كاتيوشا على قرى حمدة، والموسطة، والقابلة، والصعيد، في مديرية الصلو إلى الجنوب من مركز المحافظة. ووقعت، على الإثر، أضرار مادية بمنازل المدنيين دون سقوط ضحايا، في حين دمرت مدفعية الجيش الوطني طاقماً عسكرياً تابعاً للانقلاب في منطقة الربيعي (غربي مدينة تعز)، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنه. على جبهة أخرى؛ قصفت مدفعية الجيش الوطني، مساء أمس، مواقع للانقلابيين شمال مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة (شمال)، بحسب ما أفاد مصدر عسكري. وأبلغ المصدر موقع «26 سبتمبر» الإلكتروني الإخباري بأن القصف دمر طاقماً تابعاً للانقلاب كان يمدّ الميليشيات بالسلاح والذخيرة. وإلى الجنوب من العاصمة صنعاء؛ ذكر مصدر محلي في مدينة ذمار (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) أن الانقلابيين احتجزوا عشراتٍ من الناقلات المحملة بالأغذية والبضائع؛ القادمة من ميناء عدن (جنوب) ومنفذ الوديعة (شمال شرق). وأبلغ المصدر «سبأ» قائلاً: «الناقلات محتجزة حالياً في خط المحافظة، أمام المجمع الحكومي الخاضع للميليشيات» بحجة فرض رسوم جمركية. وكتبت الوكالة: «تأتي هذه الخطوة بعد أيام من إنشاء الميليشيات الانقلابية مكاتب جديدة للتخليص الجمركي على السلع والمنتجات الغذائية في مداخل ذمار» حيث «تسعى الميليشيات إلى جني أكبر قدر ممكن من الموارد المالية، بعد قرار الحكومة الشرعية نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن وتجفيف منابع الدعم المالي» للانقلابيين. ويحتل المتمردون على الشرعية صنعاء منذ أكثر من سنتين. وأفاد موقع «المشهد اليمني» الإلكتروني باعتقال عناصر منهم أمس، مسؤولاً في جهاز الرقابة والمحاسبة الحكومي. ونقل الموقع الإخباري عن مصادر محلية قولها: «قامت الميليشيات ظهر الجمعة باعتقال فهمي محمد المنصور، وكيل القطاع الإداري في جهاز الرقابة والمحاسبة، بسبب (كشفه) تقارير فساد النفط الذي تورطت فيه قيادات من الجماعة الحوثية». في سياقٍ آخر؛ قُتِلَ 3 يُشتبَه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة الإرهابي أثناء ليل الخميس- الجمعة، إثر ضربة بطائرة أمريكية بلا طيار جنوبي اليمن، بحسب ما يعتقد مسؤولون محليون. وأفاد سكان ومسؤولون محليون، الجمعة، بوقوع الضربة في منطقة الوضيع التابعة لمحافظة أبين. ومن بين القتلى، وفقاً للمصادر التي تحدثت لوكالة الأنباء «رويترز»، القائد المحلي ل «القاعدة» وضاح محمد امسودا «الذي كان مجتمعاً مع آخرين في منزل في المنطقة»، بحسب الموقع الإلكتروني للوكالة. وتحدث سكان عن هجوم منفصل استهدف مركبةً يُشتبَه أنها تابعةٌ للتنظيم في المحافظة نفسها. لكنهم ذكروا أن عدد القتلى والجرحى غير معروف. وتكررت الهجمات الأمريكية على «القاعدة» في اليمن، باستخدام الطائرات والطائرات بلا طيار، في إطار ما وصفها مسؤولون أمريكيون بحملة لإضعاف قدرة التنظيم على التنسيق لهجماتٍ في الخارج. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أفادت بأن ضربةً نفذتها ضد التنظيم في اليمن، في ال 2 من مارس الفائت، أسفرت عن مقتل ياسر السلمي المعروف أيضاً باسم محمد طاهر، وهو مسجون سابق في المعتقل الأمريكي في خليج جوانتانامو. وتؤكد الحكومة اليمنية الشرعية، المدعومة من التحالف العربي، أنها تخوض معركة مزدوجة ضد الانقلاب وتنظيمي «القاعدة» و»داعش» الإرهابيين، وتشير إلى صلاتٍ بين المتمردين والتنظيمين. وخلال السنتين الماضيتين؛ حررت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) معظم مناطق الجنوب، ومساحات واسعة شرقاً وشمالاً وغرباً، بينما ينحصر وجود الانقلابيين، المدعومين من إيران، في صنعاء والحديدة ومناطق أخرى.