لا شك أن القارئ الكريم من خلال عنوان المقال قد تبين له الشخصية التي سنتناولها في معرض حديثنا اليوم، ولا شك أيضاً أن الكاتب وقلمه يشعران بالعظمة عندما يتناولان شخصية عظيمة، والمرء يُعد بإنجازاته وأعماله، وكفى سيدي ولي العهد ونائب خادم الحرمين الشريفين ووزير الداخلية ما قدمه ويقدمه من أعمال عظام، تضيف إلى سموه الجلال يوماً بعد يوم وتتوج شخصيته بأكاليل من عقود المجد والسؤدد. وإن كان يكفي سموه فخراً والفخر عند قدميه يحبو أنه أذل الإرهاب في بلادنا المكرمة وقيّده بقيود الأمن والضربات الاستباقية التي أدهشت العالم وكل المتابعين لقضايا الإرهاب وشؤونه، ولكل قائد فذ وإداري ناجح فريق عمل متكامل، وفريق عمله هم منسوبو وزارة الداخلية على كافة أقسامها وفروعها، وقد سعى سموه إلى تطوير مهاراتهم الأمنية وتدريبهم التدريب الأمثل مما جعل العمل في وزارة الداخلية يتسم بالتكامل والتناغم بالإضافة إلى التطوير المستمر للموارد البشرية والتقنية حتى وصلت الوزارة إلى ما وصلت إليه اليوم من الريادة التي حظيت بمتابعة دقيقة من نظيراتها في الدول العربية والأجنبية التي تسعى إلى نقل التجربة واستنساخها في بلدانهم خصوصاً ما يتعلق بالقضاء على الإرهاب والإرهابيين، أو ما يتعلق بالتقنية والحكومة الإلكترونية المتمثلة في نظام أبشر الإلكتروني وما يتبعه من سلسلة الخدمات الإلكترونية التي تيسر التعامل مع الوزارة سواءً للمواطن أو المقيم أو الزائر. كل من يتتبع مسيرة ولي العهد الأمير محمد بن نايف – حفظه الله ورعاه – يعرف أن هذا القائد الفذ قد استلهم دروسه ومعارفه وخبراته من مدرسة والده الرمز الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز، تغمده الله بواسع فضله ورضوانه، لقد كان دوماً وفي كل المواقف هو رجل الأفعال الحازمة، وصاحب الأقوال الصائبة، ومتخذ المواقف السديدة، ممارساً كل المسؤوليات العظام الملقاة على عاتقه بوعي حصيف، وإدراك فذ، وخطىً حثيثة لترسيخ الأمن بمفهومه الشامل في كل أرجاء المملكة، وفي كل مناحي الحياة اليومية. ويمتاز الأمير محمد بالمعرفة العميقة بالشأن العام، والتواصل مع المواطنين ورجال الفكر والسياسة والدبلوماسية في مجالسه العامة والخاصة، فضلاً عن شبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة، بالإضافة إلى حربه وقضائه على داء الإرهاب، حيث يتبنى سموه فلسفة تجمع بين الملاحقة المكثفة للتنظيمات الإرهابية – على جميع انتماءاتها – إلى جانب إعادة «تثقيف وتأهيل» المنتمين للجماعات الدينية غير المتورطة بشكل مباشر في أعمال العنف. أما إذا سحبنا الحديث تجاه مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، فإننا سنتحدث عن تجربة ريادية حديثة أدهشت المتابعين لقضايا الإرهاب وشؤونه، فالنجاحات المتتالية التي يحققها هذا المركز الحضاري يجعلنا نقف تجاهه ونرفع قبعاتنا احتراماً لأدواره الفكرية المتسمة بالريادة والحضارة، كما أن تجربة المناصحة المتمثلة في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية قد تحولت إلى أنموذج حضاري بامتياز يمثل تغليب الجانب الإنساني والأبوي في التعامل مع المتطرفين أو المغرر بهم، مستمدة منهجها من الشريعة الإسلامية الوسطية بالإضافة إلى أن المركز يسعى إلى أن يكون أنموذجاً ريادياً وعالمياً في مجال تحقيق الأمن الفكري، معتمداً على وسطية الإسلام وتعزيز روح الانتماء الوطني. وتتوج شخصية سمو الأمير محمد بن نايف بسمو أخلاقه ورفعتها السامقة، فقد عرف سموه، حفظه الله، بأخلاقه الرفيعة السامية وأدبه الجم منذ ريعان شبابه، وعندما اعتلى مناصب الدولة القيادية ما زادته إلا تواضعاً ورفعة في أخلاقه ونبلاً في أدبه مع كل الذين تشرفوا بالعمل لديه، أو حظوا بلقائه والجلوس معه، ولعل حرصه الشديد على أبناء وأسر الشهداء يتجلى باهتمام منقطع النظير، فهو حريص على تقديم مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم وتسديد ديونهم كما يحرص سموه على معايدتهم شخصياً في احتفالات العيد!!. إن تجربة الأمير محمد بن نايف ونجاحه المتفوق في قيادة وزارة الداخلية وتحقيقه هذه النجاحات الريادية المتوالية يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز في المملكة العربية السعودية، ويحفزنا معشر الكتاب على نقل هذه الريادة الحضارية إلى القراء الكرام بصورتها الحقيقية المشرقة، فحفظ الله تعالى سموه وأكرمه بالمزيد من نعمه وأسبغها عليه ظاهرة وباطنة.