دعا الاتحاد الأوروبي أمس روسيا إلى الإفراج «بلا تأخير عن المتظاهرين السلميين» الذين أوقفوا بالمئات الأحد خلال تحركات احتجاج ضد الفساد. وقالت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي في بيان إن «عمليات الشرطة في الاتحاد الروسي حاولت تفريق متظاهرين وأوقفت مئات المواطنين بينهم زعيم المعارضة اليكسي نافالني، ومنعتهم من ممارسة حرياتهم الأساسية بما فيها حرية التعبير والتجمع السلمي والاجتماع المدرجة كلها في الدستور الروسي». وأضافت «ندعو السلطات الروسية إلى احترام التزاماتها الدولية بالكامل، إلى احترام هذه الحقوق والإفراج بلا تأخير عن المتظاهرين السلميين الذين أوقفوا». واعتقل المعارض الروسي اليكسي نافالني ومئات من أنصاره الأحد في مختلف أنحاء روسيا خلال تظاهرات ضد الفساد شكّلت أحد أكبر التحركات التي تستهدف فلاديمير بوتين منذ عودته إلى الكرملين في 2012. وكان نافالني دعا إلى هذه التحركات بعدما نشر تقريراً اتهم فيه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بأنه على رأس امبراطورية عقارية يموّلها أثرياء. وتمت مشاهدة التقرير 11 مليون مرة على موقع يوتيوب، لكنه لم يُثر أي رد فعل من جانب السلطات، وسبق لمنظمة يترأسها نافالني أن نشرت تقارير أخرى مماثلة من قبل. وحكم القضاء الروسي أمس على المعارض نافالني بالسجن 15 يوما غداة تظاهرات حاشدة ضد فساد النخب في موسكو تم خلالها توقيف أكثر من ألف شخص واعتبرها الكرملين بمثابة «استفزاز». وحكمت محكمة تفيرسكوي في موسكو على نافالني بدفع غرامة بقيمة 20 ألف روبل (نحو 325 يورو) بتهمة تنظيم تظاهرة غير مرخص لها، وبالسجن 15 يوما لرفضه الانصياع لقوات الأمن عند توقيفه. وندد الكرملين بما اعتبره «استفزازاً» غداة التظاهرات. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «ما رأيناه أمس في عديد من المواقع وربما في موسكو أكثر من غيرها كان استفزازاً وكذباً»، وأضاف أن نافالني «كذب صراحة» بقوله إن هذه التظاهرات «قانونية».