أتى الفوز الذي حققه المنتخب السعودي على نظيره التايلندي في المباراة التي أقيمت في العاصمة التايلندية بانكوك الخميس الماضي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء مقرونا بالمستوى الفني الجيد والتكتيك الرائع الذي انتهجه مدرب المنتخب السيد مارفيك. هذا المدرب الذي واجه في بداية عمله الفني مع المنتخب حملة شرسة وواسعة من الانتقادات التي طالت عدم وجوده بشكل مستمر في المملكة وارتباطه بالتحليل الفني على مباريات دوري بلده في هولندا عبر القنوات الرياضية العاملة هناك. حتى أتى التشكيك أيضا على نهجه الفني ووصفه بأنه غير قادر على إحداث أي تغيير على مستوى المنتخب السعودي، وأنه سوف يفشل كما فشل عديد من المدربين الذين تم استقطابهم من قبل ليكونوا على رأس الجهاز الفني لهذا المنتخب. وقتها كانت هناك مطالبات من بعض الأشخاص بإقالته؛ لأنه حسب رأيهم لم يكن موفقاً في اختيار التشكيلة المناسبة لعدد من مباريات المنتخب وللبداية المتواضعة للمنتخب السعودي في أولى مباريات التصفيات النهائية مع أنه كان يخرج دائماً فائزاً إلا أن كثيراً رأى أنه غير قادر على تجاوز المنتخبات المنافسة في هذه المجموعة. تواصلت انتصارات المنتخب السعودي مباراة بعد أخرى بقيادة مارفيك، واختفت هذه الأصوات تدريجيا، حتى إنها تغير بها الحال إلى أن تصف مارفيك بالمدرب الملهم للروح السعودية الغائبة التي أعادها؛ ليصبح المنتخب السعودي الطرف الأقوى في هذه المجموعة متفوقاً على أعتى الفرق الآسيوية: اليابان وأستراليا والإمارات ليعتلي الصدارة في مجموعته. هذه النتائج التي قدمها مارفيك مع المنتخب رغم بعض الظروف والغيابات إلا أنها أصبحت كاللجام الذي وضعه مارفيك على أفواه كثير من منتقديه إلى أن تحول الحال بمن كان ينتقده بعدم الوجود في المملكة أن يقول في ظل هذه النتائج فليبقَ مارفيك في المريخ ويقدم لنا مثل هذه النتائج. السيد مارفيك الذي قاد منتخب بلاده للمباراة النهائية لكأس العالم 2010م، مدرب يملك من الخبرة التدريبية الكبيرة الشيء الكثير، فلقد أحدث نقلة نوعية في الفكر لدى اللاعب السعودي، واتضح من خلال المباريات التي لعبها المنتخب بأنه مدرب يستطيع توظيف اللاعبين في المراكز التي من خلالها يمكنهم تقديم كل ما لديهم، وبالتالي تقديم المستوى وفق الإمكانيات التي يتمتعون بها. ذهب المهم في التصفيات وبقي الأهم، فلدينا مباريات مع الفرق المنافسة على البطاقتين المؤهلتين للنهائيات، ويجب على السيد مارفيك شد اللجام جيداً؛ لكي لا يتعرض لنقد قد يعصف به خارج أسوار المنتخب السعودي ويعصف بالمنتخب خارج حسابات روسيا 2018.