رفعت الحركة الأمازيغية في المغرب من إيقاع احتجاجاتها بعدما خرجت أمس الأول في مسيرات في شوارع ثلاث مدن مغربية كبرى، وهي طنجة في الشمال والناضور في الشرق ومراكش في الجنوب، مطالبة ب «تصحيح التاريخ وتفعيل الدستور والتأكيد على أن الأمازيغ ليسوا عربا». ودعا المحتجون أنصار الحركة إلى التعبئة المبكرة لتخليد ذكرى ما أسموه «الربيع الأمازيغي» الذي يصادف يوم 20 إبريل المقبل، للتنديد بما وصفوه بالعنصرية وجميع أشكال الإقصاء التي تواجه الأمازيغ، مطالبين بتحرّك جميع الأمازيغ والحقوقيّين ومساندي مبادئ العدل والمساواة والكرامة عبر العالم لأجل تحقيق هذا المبتغي بحمل شعار «لا لمغرب عربيّ». وطالب المحتجون بمواصلة معركتهم مرددين شعارات من قبيل «لسنا عربا..صححوا التاريخ..وصححوا أفكاركم..لسنا عنصريين» معتبرين في تصعيد ملحوظ أنهم تعرضوا «لظلم مزدوج قاسٍ، ظلم التاريخ وظلم ذوي القربى، من أبناء الجلدة الواحدة، والشركاء في الوطن الواحد» . ويطالب المحتجون بالاعتراف بالأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الهوية والثقافة المغربية، ويُلاحَظ أن هذا التصعيد تزامن مع التوترات التي شهدتها بلدتا بني بوعياش وإيمزورين، مما يطرح أكثر من سؤال حول خلفية تنظيم مسيرات موازية للاحتجاجات التي خلفت مواجهات دامية، وأفضت إلى اعتقال العشرات فضلا عن تسجيل العديد من الإصابات البالغة في صفوف قوات الأمن والمحتجين. بدورها، أدانت الحركة الأمازيغية في الناضور (شمال شرق المغرب) الأحداث الدامية التي عرفتها بني بوعياش، إثر التدخل الأمني في حق مجموعة من المتظاهرين خلال مسيرة تنديدية للحركة عرفتها شوارع المدينة. واعتبر مناضلو التكتل الأمازيغي أن ما تمت معاينته خلال الأحداث الدامية يعكس مدى «شراسة» قوى الأمن في التعامل مع سكان الريف، وذلك باستعمال الكلاب المدربة والغازات المسيلة للدموع، حسب مناضلي الحركة. إلا أن الشئ اللافت هو أن الاحتجاجات لم تكن ذات صبغة اجتماعية ومطالب حقوقية، بل شهدت رفع علم ما يسمى ب «جمهورية الريف» وهو ما علقت عليه مصادر «الشرق» بأنه استفزاز علني للمغاربة، ويدل على أن خيوط الاحتجاجات تحركها أياد لا تريد الخير للبلاد لكونها تدعو للانفصال، بحسب المصادر. وكانت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي الأمازيغي دعت في وقت سابق، في مذكرة رفعتها إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إلى عدة إجراءات تتعلق بالأمازيغية، أبرزها إقرار فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا. وكانت «جمهورية الريف» تأسست عام 1921، عندما ثار سكان منطقة الريف شمال المغرب على إسبانيا وأعلنوا استقلالهم عن الحماية الإسبانية للمغرب، وكانت عاصمتها أغادير، ولكن تم حلها بعد خمسة أعوام بواسطة قوة فرنسية إسبانية.