ضمن الخطط التنموية التي اعتمدتها إمارة المنطقة الشرقية للمرحلة المقبلة بمحافظة القطيف وتُعد خططاً واعدة لتطوير البناء الحضاري للمنطقة، تأتي على قائمة هذه المراحل ما تم اعتماده من قِبل سمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف لمنطقة "العوامية"، حيث تحتوي المرحلة الأولى على رؤية مستقبلية لهذه المنطقة للحفاظ على بيئتها التي تعود لمائة عام في أبنيتها التراثية التي تقع في وسط منطقة العوامية بمحافظة القطيف. وتُعد منطقة العوامية من أهم المناطق التراثية والحضارية في محافظة القطيف، ويأتي اهتمام سمو أمير المنطقة الشرقية بها لوضع هوية حضارية للمنطقة ضمن التاريخ العمراني لتلك الهوية، وقد وجه كافة المسؤولين لوضع الدراسات اللازمة للاهتمام بجميع المناطق والمحافظات، وأن تكون البداية من منطقة العوامية، حيث تبلغ مساحة المرحلة الأولى للمشروع 188565 متراً مربعاً في وسط المنطقة، مع إزالة 488 عقاراً لتقديم موقع خدماتي ومرافق تلبي حاجات المجتمع ومطالب المواطنين في المنطقة، وذلك من خلال المحافظة على الهوية العمرانية للمساجد والمباني الأثرية والأبراج والمجالس، وإعادة تأهيل الآبار القديمة وإبرازها ضمن مشروع تطوير المرحلة الأولى بشكل حديث وجميل يعكس هوية المنطقة، التي يتميز بها الموقع، وكذلك تطوير الموقع ليكون معلماً من معالم المنطقة السياحية، إضافة إلى تفعيل الحركة الاقتصادية بإحداث أسواق ومشاريع استثمارية تساهم في تحسين الوضع المعيشي لسكان العوامية، وتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من الشباب من الجنسين. يأتي اهتمام سمو أمير الشرقية بالهوية التراثية من خلال مبادرة نقوش التي طرحها الأمير سعود بن نايف مؤخراً إعادة هيكلة الأماكن السياحية بروح فنية عالية يشارك فيها كافة فناني المنطقة الشرقية لوضع مجسمات تعبّر عن روح المكان ويمكن من خلالها الاستدلال على تاريخ المنطقة الحضاري بهذه المجسمات والروح الفنية التي سيتم تقديمها خلال المرحلة المقبلة. حيث سيتم إبراز الهوية على أيدي أبناء المنطقة أنفسهم وتعاونهم مع الجهات الرسمية الداعمة لهذه المبادرة، وعودة الروح المعمارية للمنطقة التي كادت أن تغيب مع عدم وعي فني بالمكان، ولكن الرؤية الثاقبة التي يسعى الأمير سعود بن نايف إلى بثها في المسؤولين تهدف لتذليل كافة العقبات التي قد تقف أمام مثل هذا العمل الحضاري المقبل للمنطقة الشرقية.. والجميع يشهد للأمير سعود بن نايف هذا الاهتمام في كافة المحافظات الواقعة ضمن حدود إمارة المنطقة الشرقية التي تنعم بروح اليد الواحدة والمواطنة التي يشعر بها الصغير قبل الكبير في المنطقة.