ينهض النجاح والتفوق وبلوغ الأهداف على عدة عناصر ومرتكزات، العنصر الأول والرئيس هو الإدارة، هذا العنصر هو الذي يتصدر المشهد، وهو الذي يصطف في المواقع الأمامية. الإدارة فن وعلم وقدرة على توظيف كل ما هو متاح، وهي شأنها شأن السياسة، فالمتمكن والإداري الناجح أصبح كما العملة النادرة، مثله مثل لاعب الكرة المهاجم الهداف. أن يصل فريقا الاتحاد والنصر إلى نهائي ولي العهد والتشرف بالسلام على راعي المباراة فهذا في حد ذاته إنجاز يحسب لإدارتي الناديين، وذلك في ظل الظروف المحيطة بالناديين سواء كانت هذه الظروف مادية بوجود مشكلات كثيرة ضد الناديين، أو وجود ظروف أخرى متعددة. العمل الدؤوب من قبل هاتين الإداراتين واحتواء المشكلات المتعددة هي ما أوصل الفريقين لشرف النهائي الأصفر الذي يقام اليوم ويحظى كلا الفريقين بحظوظ الفوز بهذا النهائي. ولكن في سياق فني، جميع المؤشرات تصب في مصلحة النصر الذي يتوقع أغلب المتابعين فوزه وذلك لعدة أسباب، يكمن السبب الأول في العناصر المؤثرة داخل الملعب، التي يميل لها التفوق النسبي لمصلحة النصر. في الجانب الآخر يحرص الاتحاد على العودة مجدداً للبطولات عبر بوابة هذا النهائي ويتسلح فيها بعامل الروح لدى لاعبيه، وهي عندما تحضر تحدث الفارق وتحقق أكثر مما هو متوقع للاتحاد. كلاسيكو جديد تنتظره الجماهير بعد أن شاهدت بداية الأسبوع كلاسيكو لا يعبر عن روح المنافسة بين فريقين من أكبر فرق المملكة لما شابه من أحداث قتلت روعة المشهد الجمالي لملعب الجوهرة، وإن كانت الجماهير الموجودة شريكاً في روعة وقتل المشهد في آن واحد. الأمل كبير أن يقدم الفريقان مباراة تليق بحجم هذا الحدث، وأن تكون المباراة ممتعة فنياً وتعكس الصورة الحقيقية للكرة السعودية، ولنكن صادقين تعودنا دائماً من النصر والاتحاد على تقديم مباريات ممتعة تزهو بالمنافسة الشريفة التي تقدمها كرة القدم. والأهم أيضاً أن يقدم الخبير الجديد للتحكيم السعودي الإنجليزي مارك كلانبيرج، الذي سيحكم النهائي، صورة جيدة عن التحكيم السعودي، وأن يثبت للمتابعين الرياضيين أنه قادر على تطوير لجان التحكيم السعودية، وأن اختيار الاتحاد السعودي له للعمل كخبير كان الاختيار الأفضل والأنسب للمرحلة القادمة. مقدم برنامج صباح الرياضية