الفلتان من العقاب في كل مرة يجعل لعاب التجار يسيل مرة أخرى لزيادة الأسعار، أو لتخفيض جودة المنتج لمستهلك إما أنه لا يفرق في النوعية أو أنه اعتاد على التسليم بالأمور بشكل بليد لا يدفع أحداً للاندفاع في الدفاع عنه ونيل حقوقه. أحياناً يحرص بعض المستهلكين على مواد غذائية غالية لأنها غالية، ولكن أحياناً تكون لها منتجات مشابهة ولكنها بأسعار أقل ومع ذلك لا تدفع المستهلك لاقتنائها، تطوير ثقافة الاستهلاك مسألة فردية بحتة حان الأوان لتنفيذها لأنه مع طيران الأسعار الجنوني تارة بسبب ارتفاع أسعار الوقود في العالم وتارة أخرى لارتفاع سعر اليورو لا يملك المستهلك حيالها إلا أن يلعب الدور المطلوب منه بالتمحيص في مسألة الشراء ولعب دور فاعل ذكي يعيد للمستهلك هيبته. العالم تحول إلى سفينة أرباح للشركات المختلفة لدينا، هناك خلل في ذهنية الشركات والنشاط التجاري لدينا، لذلك تجد بعض النشاطات المهمة التي أرباحها ثابتة ومنطقية لا تجد لها مستثمرين فتحول نشاط أغلب شركاتنا المساهمة إلى أنشطة محددة أرباحها خيالية بسبب الاحتكارأحياناً، وأحياناً بسبب رخص المواد الأولية بلا مبرر منطقي. الآن مسؤولية وزارة التجارة والصناعة مراقبة أنشطة الشركات المساهمة ذات الأرباح الخيالية، والعمل على إيقاف هذا الخيال حتى تتوزع أنشطة الشركات على مختلف الأنشطة الحيوية والماسة التي تحتاجها البلد. لا شيء مثل تساوي الفرص يجعل التجار يطرقون باب فرص ونشاطات نحن بأمس الحاجة إليها كشركات المقاولات الوطنية التي وقفنا عاجزين عن إيجادها فتعطلت المشاريع وأصبحت شوارعنا خرائط جغرافيا، حاجة البلد لشركات مقاولات مساهمة ضخمة ضرورة ملحة نأمل أن تتأتى الظروف التي تأذن بولادتها.