وصفت المعارِضة السورية، بسمة قضماني، احتمالات إحراز تقدُّمٍ في محادثات السلام في جنيف ب «ضعيفة للغاية» بعد أسبوعٍ من انطلاقها بوساطةٍ أممية. وصرّحت قضماني أمس: «نحن مقتنعون بعدم وجود حل عسكري .. نحن نسعى إلى حل سياسي .. لكن لا توجد احتمالات وهو ما يمكن استنتاجه بعد أسبوعين أو عشرة أيام من المحادثات هنا في جنيف. الاحتمالات ضعيفة للغاية». ونقلت وكالة الأنباء «رويترز»، عبر موقعها الإلكتروني، تصريح العضوة في الوفد الرئيس المفاوِض عن المعارَضة. في المقابل؛ اتهمت روسيا الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل الجسد السياسي الرئيس لمعارضي بشار الأسد، ب «تخريب» محادثات جنيف. وجاء الاتهام بعد يومٍ من اجتماع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية بممثلين عن الهيئة، في محادثات نادرة لتضييق هوّة الخلافات. لكن المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، صرّحت خلال مؤتمر صحفي أمس في موسكو: «لسوء الحظ نلاحظ بناءً على نتائج الأيام القليلة الأولى أن المحادثات تثير مجدداً الشكوك بشأن قدرة ممثلي المعارضة السورية على إبرام اتفاق». وفي إشارةٍ إلى وفدين معارضين أصغر حجماً؛ ذكرت المتحدثة أن «العليا للمفاوضات» ترفض التعاون «بشكل متساوٍ» مع منصتي موسكو والقاهرة. وكان رئيس وفد المعارضة، نصر الحريري، قال في وقتٍ سابقٍ إن الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، كان إيجابياً مع تبادل صريح لوجهات النظر بشأن قضايا تتنوع بين وقف إطلاق النار وحتى الانتقال السياسي ومحاربة الإرهاب. وبحسب «رويترز»؛ من المنتظر أن تُختتَم الجولة الرابعة من المحادثات السورية في جنيف اليوم الجمعة أو غداً السبت «لكن لا تلوح في الأفق فرصة تُذكَر لتحقيق أي انفراجة كبيرة». وترى المعارضة أن الانتقال السياسي يعني ضرورة تنحي بشار الأسد. وأعلن الوفد المعارِض الأربعاء، بعد الاستماع إلى المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، إنه يعتقد أن موسكو أقنعت المفاوضين عن النظام بأن الانتقال ينبغي أن يُدرَج في أجندة المحادثات. ولم يقبل وفد النظام، برئاسة سفيره لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، بمناقشة موضوع الانتقال السياسي من قبل. وفي تصريحاتها؛ أفادت زاخاروفا بتصميم بلادها على المُضيّ قُدُماً في مسار محادثات السلام المنفصل في عاصمة كازاخستان آستانا، مشيرةً إلى استعداد موسكو لإشراك أطراف جديدة في تلك المحادثات. ومن المقرر أن تعقد جولة ثالثة من المحادثات السورية في آستانا في ال 14 مارس على الرغم من أن الجولة السابقة في فبراير فشلت في إحراز نتائج. ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي أن «روسيا ترى هنا فرصة لإدارة المسار السياسي بطريقة مغايرة».