منذ بداية الخلق ونظرية المؤامرة تُحاك من جراء الأسقام النكدة التي تلفظها النبضات الحاقدة للقلوب المريضة التي غشي عليها رانٌ من العمى حينما يجثم على الأفئدة والنهى سواءً بسواء، مخلّفاً تبلّد الشعور وموت الضمير، باعثاً شهيق سُمِّهِ الذي يتنفّسَهُ مقتاً وحنقاً وغلّاً، ونرى بعيني الرأس والبصيرة أن الحقد قد أضرم في الصدور ناره، وحيكت المؤامرة ضد أزهار الربيع ضد مخلوقٍ وديعٍ ضد حُلمٍ فوق أرضٍ قد بدت أركانها بالعداء مغبّرة، ها هو وجه العبوس حانقاً علينا ساعياً إلينا بالشرور منذ الوهلة الأولى ينضح قمطريرا، وعلى نور الحياة بشؤم طلته أغارا، ما أقبح القزمان بين سوءات العبيد، وما أحطّه على كل صعيدٍ قد نفاه وحقّره منذ القِدَم، وقد تقوّل الملبوس بالقَدَم إفكاً على أيقونة الحياة والبراعة على رقة النسيم والوداعة على إطلالة البراءة في ثوبها النضير، فتارة يقول مستكبراً مغرورا، وتارة يُنعِته بأكاذيب كثيراً في جملةٍ بلهاء بالسهام مُشهرة، وقد رأى المذموم نفسه صغيرا لا يُرى بأحداقنا المجرّدة، لا نلتفت إليه إنما قُدماً نسير بين أسرابٍ ترنّمت ألحانها مغرّدة، في ملامح الصباح بوجنة البراح حينما تجوب في الربوع مُبهرة، قد حيكت المؤامرة ودُبرت في غياب حِكمة العقول وبزوغ وجه أحمقٍ جهول قد عدى بحقده على نضارة الغصون أجناده، مذممٌ سيئ الطباع بوجهه الكئود، قد غشي على القلوب بالسواد، وحمّالة الأحطاب أشعلت نيرانها في كل واد، والحيّة الرقطاء وجّهت سُمَّها الزعاف على إشراقة السنا بلدغة الزؤام الغادرة، فلا لن يكون إلا ومضة النهار إلا زحف الانتصار على شراذم الطغام ذوي الأحقاد الخاسرة.