أشاد أمير المنطقة الشرقية العضو المؤسس لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، بإنجازات المركز البحثية والعلمية، وتجاوزه لدعم الأبحاث فقط إلى الأعمال الإنسانية الأخرى، والتي شكلت تأثيراً في حياة المعاقين، من خلال تبنيه لعديد من المبادرات الوطنية التي تصب في مصلحة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفر الحياة الكريمة لهم. جاء ذلك في كلمة له خلال رعايته اجتماعه في مبنى البنعلي بمدينة الدمام، مساء أمس، الاجتماع الثامن للجمعية العمومية للمركز، واللقاء الحادي عشر لمؤسسيه، بحضور رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الأمير سلطان بن سلمان. ورحب الأمير سعود بن نايف في بداية الحفل بالحضور، وتناول في كلمته أهم ملامح مسيرة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة العلمية وإنجازاته، إلى أن وصل هذه المرحلة من الأعمال التي يشهد لها الجميع بالتميز والتفرد، وشكر مؤسسي المركز وداعميه على ما قدموه من مساهمات، كان لها الفضل لما وصل إليه المركز خلال عمره الزمني القصير. وقدّم شكره الخاص لصاحب المبادرات الاجتماعية الأمير سلطان بن سلمان، على إتاحة الفرصة لاستضافة المنطقة الشرقية للمرة الثانية للقاء مؤسسي المركز، واجتماع الجمعية العمومية، والذي يأتي هذا العام متزامناً مع مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس المركز، واستكمالاً لما حققته اللقاءات السابقة من نجاحات كبيرة تسجل للمركز، حتى أضحت هذه اللقاءات أحد الشواهد العملية للجهود التي تبذلها كافة قطاعات المجتمع، من أجل التعامل مع قضية الإعاقة والمعوقين، وما تضفيه من أجواء للتعايش البنّاء، إيماناً بدور «مؤسس المركز» خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورعايته واهتمامه بتقوية دعائم التعاون والتآخي والتكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين، وتطبيق كل ما هو مفيد ومساعد للحد من الإعاقة ومسبباتها ودمج المعاقين في الحياة الاجتماعية. وقدّم الأمير سعود بن نايف الشكر للحضور والمؤسسين، على مبادراتهم ومساهماتهم بدعم المركز لضمان استمراريته، والتي تعد مصدر فخر واعتزاز، خاصة وأنها جزء أصيل من عقيدتنا السمحة، كما توجّه بالشكر أيضا باسم الحضور ومؤسسي المركز إلى الأمير سلطان بن سلمان على الجهود الكبيرة التي يبذلها لهذه الفئة الغالية، في ظل ما يحظون به من رعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «مؤسس المركز»، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد. من جهته، قدّم رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الأمير سلطان بن سلمان، شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «مؤسس المركز». ورفع بالإنابة عن مجلس أمناء المركز، ومؤسسيه أسمى التبريكات والتهاني لمقامه الكريم بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس المركز الذي غرس أول بذور انطلاقته الخيرية الطيبة. كما قدّم شكره لأمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف على رعايته للقاء مؤسسي المركز، والذي تستضيفه المنطقة الشرقية للمرة الثانية. وشدّد في مستهل كلمته على أهمية مواصلة «العمل بروح الفريق الواحد» والتي استطاع المركز من خلالها أن يحقق عديداً من الإنجازات ويقطع أشواطاً متقدمة بوأته مراتب عليا في مجال البحث العلمي، وعززت استراتيجيته التي أسست من أجل تقديم كل ما فيه نفع للأشخاص ذوي الإعاقة، للاستفادة منهم في بناء الوطن والتفاني في خدمته. وقدّم الأمير سلطان بن سلمان شكره لكافة مؤسسي المركز على دعمهم للعمل الخيري بصفة عامة، والمركز خاصة، وشكرهم على الجهود التي بُذلت لتحقيق ما يعتزّ به المركز اليوم، وقال «بعد مرور خمسة وعشرين عاماً من العمل والإنجازات، بدءاً بحلم كبير، ووصولاً إلى حقيقة تُحاكي الأحلام، حقق خلالهما المركز نمواً متواصلاً، عماده الوصول إلى عدد مُقدّر من الأبحاث والبرامج والدراسات والإنجازات الوطنية الناجحة، التي تصب في مصلحة الأشخاص ذوي الإعاقة، لما فيه إثراء لحياتهم وإدماجهم في المجتمع، بما يرقى لمسايرة آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية العالمية، في شتى النواحي التأهيلية، والتعليمية، والطبية الصحية، والاجتماعية، لفئات المعوقين، وبما يحقق شعار المركز «علم ينفع الناس»، إضافة لقيمه وأهدافه ورسالته، عبر تجربته الخلاّقة التي تحاكي أحلامه التي خطها لمسيرته منذ بداياته». وأضاف «إذا تحدثنا عن البدايات، نجد أنه لم يكن من السهل إقناع الناس آنذاك بفكرة إنشاء مركز علمي بحثي أساساً، فما بالكم بإقناعهم لتمويله، ولم يكن من السهل، أن نقول للناس إنكم لن تبنوا مبنى يحمل أسماءكم، وأننا سنعمل على المدى الاستراتيجي الطويل، ولا نتوقع نتائج سريعة، وأن مهمة المركز معقدة، وليس لها في ذلك الوقت تجربة مماثلة، يمكن التأسيس أو القياس عليها». وقال «نحتفل معكم اليوم بمرور خمسة وعشرين عاماً من نجاحكم والذي هو نجاح لهذا المركز، وما قدمه ويقدمه من مبادرات وطنية رائدة، وعلى سبيل الشراكات أصبح المركز اليوم وكما خُطَّ له، شريكاً أساسياً مع أهم المراكز العلمية العالمية في مجالات البحوث العلمية المتقدمة، مثل أبحاث الجينات، والعلاج باستخدام الخلايا الجذعية، واستخدام تقنية الحاسب الآلي والروبوت، والشرائح الإلكترونية البيولوجية، كما أصبح له شراكات مثمرة وفاعلة مع عديد من المؤسسات الطبية والتعليمية والعلمية في بلادنا، ومنها وزارة الصحة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وغيرها». وزاد الأمير سلطان «آمنا منذ البداية بشعار المركز «علم ينفع الناس»، وركزنا جميع الجهود على أن تكون البحوث العلمية، وبرامج المركز منصبة على الجانب التطبيقي، والأبحاث المستقبلية الرائدة، ومع أفضل الشركاء على مستوى العالم، حتى تعود الفائدة مباشرة على الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم، أو لتفادي الإعاقة أساساً قبل حدوثها». وأوضح أن المركز قام باستكمال الدورة الأولى لجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بنجاح تمام، ويقوم الآن بإطلاق الدورة الثانية للجائزة، والتي يرأس هيئتها الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، والتي يتزامن تسليم جوائزها للفائزين بها للدورة الثانية، مع حفل افتتاح المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل والمقرر عقده بداية العام 2018. وذكر الأمير سلطان بن سلمان أن المركز نظم أكثر من مائتي فاعلية علمية متخصصة، ووقّع أكثر من 14 اتفاقية استراتيجية مع جهات علمية عالمية، و72 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون مع جهات محلية في مجال الإعاقة والبرامج المتخصصة ضمن الخطة الاستراتيجية للمركز. وأضاف «نحن في هذه الليلة المباركة، لا نحتفي بإنجازات مركز للأبحاث، بل بإنجازاتكم أنتم، بعد مرور خمسة وعشرين عاماً من العطاء والدعم، من أهل الخير لعمل الخير، تحت رعاية ودعم «المؤسس» – سلمه الله- الذي أخذ على عاتقه خدمة المواطن والوطن، وتبنى قضية الأشخاص ذوي الإعاقة – عملاً لا قولاً فقط «. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أنه يتم اليوم الاحتفاء أيضاً بإنجاز جديد بانطلاق المرحلة الأخيرة من إنشاء الوقف الخيري الاستثماري للمركز، وهو عبارة عن فندق في حي السفارات بالرياض، والذي سيكون رافداً لتوفير الدعم المادي للتوسع في أعمال المركز البحثية العلمية التطبيقية، وقدم شكره لكل من ساهم في دعم هذا الوقف الخيري، الذي تبلغ تكلفته 220 مليون ريال، والذي من المتوقع افتتاحه خلال سبتمبر المقبل. وكانت الجمعية العمومية للمركز ناقشت جدول الأعمال والذي تضمن اعتماد التقرير السنوي لنشاطات وإنجازات المركز للعام 2015م، كما تم اعتماد الميزانية العمومية والحسابات الختامية للمركز للسنة المنتهية في 31/12/2015م. كما تم استعراض تقرير لآخر مستجدات الوقف الخيري للمركز، وكذلك تقرير عن لجنة الاستثمار والموارد المالية، واختتمت أعمالها باستعراض تقرير الأبحاث والتدريب وتم اعتمادها من قبل الجمعية العمومية. يذكر أن الحفل جاء متزامناً مع مرور 25 عاماً على تأسيس المركز، كأول مركز بحثي علمي متخصص في مجال أبحاث الإعاقة على مستوى المنطقة.