هيئة الترفيه أحدث اللاعبين في ساحة التغيير السعودية، الهيئة التي جاءت ضمن حزمة «الجديد» الذي تضمنته رؤية السعودية 2030 والقاضية بإحداث تغيير كبير في أسلوب حياة السعوديين على أصعدة عدة اقتصادية و اجتماعية وفكرية. وللحكم على مسيرة أي منشأة نحتاج إلى أوقات دورية ومخرجات، بحيث نقارن بين تحقيق المخرجات لأهداف المنشأة وبين ثبات النتائج بشكل دوري على صعيد الزمن. والهيئة التي نستطيع القول إنها مع نهاية شهر مارس المقبل تكون أكملت نصف سنة كهيئة ناشطة، وبتقسيم الستة أشهر إلى ربعين أول وثان (مجازاً) نجد أن عدد الفعاليات ارتفع كثيراً، وعدد الزوار ارتفع تباعاً، هذا بناءً على النتائج التي تعلنها الهيئة في حسابها على تويتر، وبما أن أهداف الهيئة ومعاييرها لا تزال غير محددة المعالم، والموقع الرسمي لها على الويب لا يزال تحت التأسيس، فكل ما نملكه للمقارنة والحكم على مستوى الفعاليات الترفيهية التي تطلقها أو ترعاها الهيئة هو أسلوب الملاحظة، والمتابع لأنشطة الهيئة يجدها غلبت تقريباً ترفيه المشاهدة على الممارسة، وهذا النوع من الترفيه لحظي لا يحقق استدامة في تكرار السلوك من قبل الجمهور المستهدف، فالجمهور الذي قد يحضر عرضاً ترفيهياً لن يعود لمشاهدة ذات العرض مرة أخرى إلا في حالات قليلة جداً لا يعول عليها في خلق ولاءات لهذا النوع من العروض، بخلاف الترفيه بالممارسة فإنه يخلق جمهورا كبيرا سيعود مراراً ليعيش تجربة مميزة، إما مع أصحابه أو عائلته أو حتى هو بذاته، وأيضاً يفتح الباب أمام صناعة ممتدة مبنية على هذا الترفيه مثل مدارس تعليم ومدربين، ومصانع معدات وما إلى ذلك، وممكن جداً أن يمثل سلسلة ترفيهية ممتدة ذات منشأ أهلي، وهذا هدف طويل المدى نرجو أن تكون الهيئة تسعى له. جمان: النقد الذي يوجه لهيئة الترفيه هو حرص كبير منّا كجمهور تجاه استحقاق طال انتظاره.