صرَّح محمد مراد، المدير الإقليمي ل «جوجل» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ديسمبر الماضي، أن السعودية تأتي في المرتبة الأولى لمستهلكي محتوى «يوتيوب» عالمياً بمعدل 190 مليون ساعة مشاهدة يومياً! وبتقسيم ساعات المشاهدة اليومية على سكان السعودية، الذين بلغ تعدادهم الأخير 30 مليون نسمة تقريباً، فإننا نشاهد «يوتيوب» بمعدل 6 ساعات! ليست المشكلة أننا هدرنا ربع يومنا دون إنجاز، المشكلة أي نوع من المحتوى شاهدناه خلال هذه الساعات؟ وأي مدخلات فكرية «شحنا» بها عقولنا؟ وأي رسائل سلبية تسللت إلى اللاوعي دون أن ندرك؟! وبمناسبة الحديث عن المحتوى المرئي على «يوتيوب»، فقد أطلق كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، مسابقة «أخلاق للأفلام القصيرة»، ومن اشتراطات هذه المسابقة، ألا يتجاوز المقطع المرئي 15 دقيقة، وأن يُنشر على أحد الموقعين «you tube أو Vimeo»، هذا النوع من المسابقات، هو ترجمة حرفية لتعزيز المحتوى العربي الإيجابي، ومبادرة تحفيزية للجمهور الشاب، الذي يمثل السواد الأعظم من مستهلكي ساعات المشاهدة على «يوتيوب»، على أن يخلق محتوى عربياً متميزاً، يشبه هذا الجيل واهتماماته ضمن المحاور القيمية، التي حددها الكرسي البحثي، ودون شك يمكن لهذا النوع من المسابقات، وإن كانت جوائزها ليست كبيرة جداً، أن تصنع فارقاً على نوع المحتوى العربي الموجود على الشبكة العنكبوتية من حيث الكم والنوع، وكذلك فتح فرص النجاح لشباب ذوي طاقات إبداعية، يبحث عن فرصة مناسبة للانطلاق، والأهم من هذا وذاك، أنها تساهم في إعادة تشكيل الوعي المحلي تجاه القضايا المهمة، وتعزز المفاهيم الحسنة فيه. جمان: أدرك تماماً أن لكل قاعدة استثناء، وأن هناك عقلاء يوازنون في نوعية المحتوى الذي يشاهدونه بين الترفيه والفائدة، لهؤلاء أقول: أحسنتم، وجعلنا الله ممن ينتسبون إليكم. الحديث هنا موجه إلى مَنْ هدر وقته في متابعة محتوى فارغ ما بين تحديات شبابية لا تحمد عقباها، ومسلسلات تافهة لها نفس المضمون السطحي مع اختلاف ملامح الأبطال، هؤلاء أسأل: كم معلومة اكتسبتموها هناك؟ وكيف ساهم «يوتيوب» في تغيير تفكيركم نحو الأفضل؟ وصدقوني لن أقارن إجاباتكم بالتعليقات التي تتركونها تحت كل مقطع يوتيوبي!