* في ظل فوضى الألقاب والمسميات، وهوس البحث عن الأضواء والشهرة بأية طريقة؛ لا عجب أن يتجرأ أحدهم بمنح نفسه ألقابًا لا يستحقها، فتجده يسبق اسمه بتشكيلةٍ مجانية، تتصف بالتنوع "والمرونة" والتحديث والتجديد، بحسب "المصالح" والظروف، فهو "الإعلامي" و"الصحفي" و"الكاتب" و"المستشار" و"الخبير"، بالرغم من بلادته الذهنية، وسذاجته الفكرية، حتى أنه لا يكاد يحسن كتابة جملة واحدة، تتكون من ثلاث كلماتٍ، بلا أخطاءٍ لغوية وإملائية، يخجل منها طالب المرحلة الابتدائية، فضلًا عن تقديم عملٍ إعلاميٍ يستحق الإعجاب والاحترام..! * مخجلٌ جدًا ما وصلت إليه حال بعض إعلامنا الرياضي من الانحدار والتردي، على كافة مستوياته ووسائله وبرامجه "ومشاهيره"، بخاصةً ما يطرح على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح "إعدامًا" – لا "إعلامًا" – للقيم والأخلاقيات، وتشويهًا للمبادئ والسلوكيات، واستبدل الصحافة "بالسخافة"، حتى صار من أهم مصادر نشر التعصب والكراهية والعنصرية، وَمِمَّا يؤسف له أن تستمر حالة "اللامهنية" بلا حسيبٍ ولا رقيب، والضحية في كل الأحوال؛ هم الصغار والشباب والمراهقون، الذين يتم "حقنهم" صباح مساء، بهذا السمّ الفكري والأخلاقي، ردحا وصخبا، سنجنيه شوكا وندما في المستقبل القريب، إن لم نوقف مسلسل التهريج والعبث، ونطهر هذا المجال الحساس من الجهلاء والدخلاء والمنتفعين..! * نحن اليوم في أمس الحاجة من أي وقتٍ مضى، لمعايير واضحة، وقوانين صارمة، وإلى حدٍ أدنى من الكفايات والقدرات، والمواصفات والاشتراطات، لكل من يمارس العمل الإعلامي بكافة أنواعه وأنماطه، فقد أصبح ميدانًا "مستباح الحمى" لمن هب ودب، ونشر وكتب، من المتردية والنطيحة، حتى فقد جزءًا كبيرًا من مكانته وهيبته وتأثيره، حينما كثر غثه، وقل سمينه، وزهد فيه المبدعون، وابتعد عنه المخلصون..! * ختامًا؛ هل من رؤيةٍ إعلامية طموحة وحقيقية، ومبادراتٍ تصحيحية وتطويرية، تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، قبل فوات الأوان..؟!