تشرفت في الأسابيع الماضية بحضور تدشين جائزة الأمير خالد الفيصل للاعتدال في مكتب الأمير خالد الفيصل، وشاهد الجميع الحراك الكبير لإمارة منطقة مكةالمكرمة خلال الفترات الماضية والإنجازات الفكرية والتنموية والخطط والبرامج والمبادرات وآليات العمل التي تصب في نهر بناء الإنسان وتنمية المكان. هذا الحراك وهذا العمل يقف خلفه مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكةالمكرمة، والرجال المخلصون الذين تم اختيارهم بعناية وحكمة لصناعة التميز والإنجاز في العمل من خلال كفاءة وكفاية ينظر لها بعين التقدير والاحترام. إنني أجزم أن الدكتور سعد مارق لا يحب المدح والثناء على أعماله، ولكنها سنة نبينا عليه السلام في تقديم الشكر لمن أقام خيراً، فقال عليه الصلاة والسلام «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». عمل الدكتور سعد مارق مستشاراً لأمير منطقة عسير ثم مكةالمكرمة ثم عضواً في مجلس الشورى ثم مستشاراً لوزير التربية والتعليم بالمرتبة الممتازة حتى صدر الأمر الملكي بتعيينه مستشاراً لأمير منطقة مكةالمكرمة. يحمل دكتوراة محاسبة قسم المحاسبة – كلية الأعمال بريطانيا- عام 1998. تقلد خلال حياته العملية عديداً من المهام في خدمة دينه ووطنه، فشغل عضوية مجلس الشورى 1430 ه، وكذلك رئيس لجنة الشؤون المالية في مجلس الشورى «ثلاثة أعوام» 1433 /1435ه. عمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التعليم العالي، ورئيس التحرير المكلف في صحيفة الوطن بمؤسسة عسير للصحافة والنشر، وعضو مجلس إدارة هيئة السياحة والآثار، وعضو اللجنة الاستشارية لهيئة السوق المالية، وعضو مجلس الأمناء في كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والإدارة، وأمين اللجنة العليا المشرفة على سوق عكاظ، وعضو الهيئة الاستشارية لكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز، وعضو اللجنة العلمية للوحدة الوطنية في وزارة الداخلية، وعضو الهيئة الإدارية المشرفة على تطوير مركز المعلومات في مجلس الشورى، وممثل مجلس الشورى في اتحاد البرلمانات العربية، ورئيس وفد مجلس الشورى للمشاركة في مؤتمر صندوق النقد الدولي في الكويت. من مساهمات الدكتور سعد التشريعية في مجلس الشورى، تقديم مشروع نظام لتعديل نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، وتقديم مشروع نظام المحافظة على الوحدة الوطنية، ومشروع نظام لمكافحة التسول، ومشروع نظام التسجيل الجنائي ورد الاعتبار، ومشروع حوكمة القطاع العام في المملكة العربية السعودية. شارك مارق وأشرف على دراسة عديد من الأنظمة في مجلس الشورى. فشارك في دراسة أنظمة عقود التشغيل والصيانة، وكذلك في دراسة أنظمة التقاعد العسكري والمدني والقطاع الخاص، والمشاركة في دراسة نظام إيرادات الدولة. شغل الدكتور سعد نائب رئيس لجنة دراسة أنظمة التمويل والرهن العقاري، وكذلك رئيس لجنة دراسة نظام جباية الزكاة، ورئيس لجنة دراسة أنظمة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ورئيس لجنة دراسة تنظيم التأمين على المخاطر. ترأس أيضاً لجنة دراسة نظام وظائف مباشرة الأموال العامة وأشرف على ملفات تطوير عدد من القطاعات. خلال وجوده في وزارة التربية والتعليم، أشرف على تطوير إدارة المتابعة القانونية والمراجعة الداخلية والإعلام والعلاقات العامة ومكتب الوزير، وأشرف على برنامج تطوير قيادات الوزارة، وتطوير إجراءات العمل وتطبيق العمل الإلكتروني وتأسيس شركة تطوير تقنيات التعليم. وكان خلال تلك الفترة عضو اللجنة التنفيذية للبرنامج التنفيذي لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم. تميز الدكتور مارق بالخلق الرفيع والحكمة التي تواكبت مع قوة قراره وبعد نظره بما يحقق الصالح العام لعمله ولإنسان منطقة مكةالمكرمة. ومما يذكر هنا، أن أمير منطقة مكةالمكرمة قد أسند له بعض الملفات والمهمات النوعية التي تعطي الإشارة الواضحة لما حصل عليه من الثقة والتميز والأمانة والإتقان في منظومة العمل مع خالد الفكر والإدارة والحزم. فعند ذكر سوق عكاظ، لابد هنا من الوقوف عند من قاد وخطط ورسم لهذا الصرح، فأصبح سوق عكاظ الآن تظاهرة ثقافية واجتماعية وسياحية وتراثية للوطن والإقليم والعالم، وهذا الملف يشتمل على أبعاد وأهداف استراتيجية بعيدة المدى، فكان المسؤول في مستوى الحدث، فنجح السوق بجميع فعالياته ومبادراته وأهدافه المرسومة. أدار معاليه مركز التكامل التنموي وقاد مجموعة سعودية بامتياز نحو متابعة المشاريع وتذليل العقبات وتحويل وتحوير بعض المشاريع والتنسيق مع كامل الجهاز الحكومي والخاص. كان لهذا المركز دور كبير في إنجاز كثير من مشاريع منطقة مكةالمكرمة، واستطاع المركز توفير أكثر من ملياري ريال خلال الفترة الماضية من ميزانية الدولة. إن الاهتمام الفكري والقيمي ليس بجديد على شخصية في مقام معاليه، فلقد كان يرأس تحرير جريدة الوطن، وهذا جعل نهر فكره يصب نحو بناء إنسان مكة من خلال عديد من مبادرات إمارة منطقة مكة والإشراف على كراسي أمير المنطقة. وحالياً، ولعل أهمها مبادرة القدوة التي تشمل جميع قطاعات الدولة في منطقة مكةالمكرمة التي نسأل الله لها النجاح والتألق والتميز لتحقيق هدف أمير المنطقة نحو العالم الأول. شكراً سعادة الدكتور سعد مارق، فالوطن يستحق منا جميعاً هذا التميز وهذا الجهد، ولك منا الدعاء بالتوفيق والسداد.