أعلن الجيش العراقي، أمس، استعادة السيطرة على حيَّين يقعان في وسط الجانب الشرقي من مدينة الموصل حيث يخوض معارك ضد تنظيم داعش منذ ثلاثة أشهر. وقال الفريق عبدالأمير يارالله قائد عمليات «قادمون يا نينوى» في بيان، إن «قطعات اللواء 71 الفرقة 15 وقطعات عمليات نينوى حرَّرت حي (الملايين) ومنطقة (البناء الجاهز) ورفعت العلم فوق المباني». وأوضح هذا الضابط الذي يقود العمليات العسكرية، أن هذين الحيَّين آخر أحياء وسط الجانب الشرقي. كما سيطر الجيش كذلك على الطريق الذي يربط بين دهوك والموصل. ولا يزال هناك حي واحد هو الرشيدية في ضواحي الجانب الشمالي الشرقي بيد تنظيم داعش. من جهته، أوضح العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، أن «حي الرشيدية يقع خارج المنطقة السكنية التابعة لمركز المدينة الشرقي، وسيتم قريباً تحريره وتطهيره من دنس داعش الإرهابي». وبحسب بيان لقيادة العمليات المشتركة، قُتل أمير اللواء 17 العقيد سبهان حسين إسماعيل الجبوري، خلال المعارك. وتتراجع عمليات التفجير التي تتعرض لها القوات العراقية في الموصل خلال مواجهاتها مع التنظيم مقارنة بالمعارك التي خاضتها ضدهم سابقاً. وقال أحد الضباط، إن تنظيم داعش لا يتهاون عن قتل مدنيين، لكن وجود عدد كبير من السكان في الموصل يقف عائقاً أمام استخدام المتفجرات على نطاق واسع من قِبل التنظيم. وقال الفريق الركن عبدالغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب، إن القوات العراقية تواجه مففخات أقل في الموصل مما كانت عليه في الأنبار وصلاح الدين، حيث خاضت معارك في وقت سابق ضد مقاتلي داعش. وأضاف أن «السبب هو بقاء العائلات في أحيائها وفي منازلها». وبادر سكان في الموصل إلى الخروج من منازلهم بعد وقت قصير من توقف القتال في أحياء تمت استعادتها في شرق المدينة، وفتحت المحلات التجارية أبوابها، كما بدأت السيارات المدنية التحرك مجدداً في بعض الشوارع وانطلق أطفال يلعبون خارجاً. وكان العبادي أعلن مطلع العام الجاري أن القضاء على تنظيم داعش في العراق سيتحقق خلال ثلاثة أشهر. وتعهَّد العبادي سابقاً بالقضاء على التنظيم في نهاية العام الماضي، لكن مراقبين اعتبروا أن توقعات العبادي متفائلة جداً. وقبل انطلاق العملية العسكرية ضد التنظيم في 17 أكتوبر، ساد اعتقاد بأن استعادة الشطر الغربي ستكون أصعب رغم أن مساحته أصغر، وذلك بسبب الكثافة السكانية والطرق الضيقة في بعض أحيائه.