بدرجاتٍ متفاوتة؛ أيَّد المرشحون للانتخابات التمهيدية التي ينظمها اليسار الفرنسي استعداداً للاقتراع الرئاسي؛ جرعةً من الحمائية (تقييد التجارة بين الدول) في أوروبا، خلال مناظرةٍ تليفزيونيةٍ أخيرةٍ بينهم أمس الأول. وفيما تجري الانتخابات التمهيدية لليسار غداً الأحد؛ يُنظَّم الاقتراع الرئاسي في إبريل المقبل. وخلال مناظرة الخميس التي شارك فيها المرشحون اليساريون السبعة؛ دعا رئيس الوزراء السابق، مانويل فالس، إلى فرض ضرائب قاسية على «الواردات التي تخالف معاييرنا البيئية والاجتماعية». وشدد «نعم، يجب أن نحمي أنفسنا بشكل أكبر»، معتبراً أن «المشروع الأوروبي مهدد بالتفكك» خصوصاً «لأن الشعوب لا تستفيد منه». وفالس من المرشحين الأوفر حظاً في «تمهيديات اليسار»، وهو أحد 4 اشتراكيين يخوضونها. بدوره؛ دعا المرشح بونوا هامون، وهو وزير التربية السابق، إلى «وضع حواجز على حدود الاتحاد الأوروبي تحدد شروط الدخول إلى السوق الأوروبية». واعتبر هامون أن «أوروبا وحدها اليوم لم تحدد ما الذي تريد حمايته». في حين حثَّ وزير الاقتصاد السابق، أرنو مونتيبور، الذي اشتُهِرَ بدفاعه عن النزعة الحمائية على دعم الشركات الفرنسية الصغيرة ومتوسطة الحجم. وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل حظوظه مع هامون للوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية. وقال مونتيبور «نحن بحاجة لإعادة بناء صناعتنا التي التهمتها الأزمة على مدى سنوات عشر مضت». غير أن الوزير الاشتراكي السابق، فنسان بييون، نبَّه قائلاً «احذروا الحمائية»، متسائلاً «هؤلاء الذين يقولون (سننغلق على ذاتنا) كيف سيفعلون من أجل كسب أسواق في الخارج؟». ورداً على سؤالٍ عن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي وصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ب «الأمر العظيم» وسياسة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، حول الهجرة ب «الخطأ الكارثي»؛ اعتبر المرشحون الثلاثة الرئيسيون، في تمهيديات اليسار الفرنسي، أن على الاتحاد الأوروبي مواجهة ذلك من خلال رصّ صفوفه. وأوضح فالس «آخذ تصريحات دونالد ترامب بكثير من الجدية. إنها حقاً إعلان حرب سياسية»، معتبراً أن مشروع الرئيس الأمريكي المنتخب هو «كسر أوروبا»، وواصفاً تصريحات الأخير ب «إنذار لأوروبا من أجل أن تكون قوية وموحدة». أما مونتيبور فقال «حان الوقت لتنظم أوروبا صفوفها (…) وربما لتخرج من المظلة الأمريكية لمعاهدة الحلف الأطلسي». فيما رأى هامون أن هناك «فرصة لأوروبا من أجل أن تعيد رص صفوفها وتعزيز مشروعها للدفاع المشترك».