لست ضد «التعدد» فهذا شرع الله، لكني أفهم أن الإسلام سنهُ لأغراض نبيلة وإنسانية في المقام الأول، كأن يسارع الرجل مختارا مطمئنا إلى حماية أرملة مثلاً، هي وصغارها الأيتام، محاولا أن يقيهم قسوة الزمن، أو عندما ينقذ رجل نبيل فتاة ما، هي وذويها، من فقر مدقع فيضمهم إلى جناحه مسبغا عليهم بفضل الله، نعمة الحياة الكريمة. ليست المتعة بالنسبة للتعدد، إلا في آخر أهدافه وحكمه، حسب ما تخبرنا به أحكام الدين. يقول الله عز وجل في هديه الكريم: «وإن خفتم ألّا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألّا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألّا تعولوا».. (النساء الآية 3). ويقول الحكيم الخبير في محكم تنزيله: «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً»..(النساء الآية 129) الآية الثالثة من سورة النساء تمنح الضوء الأخضر للرجل بأن ينكح ما طاب له من النساء، فيضيف إلى الواحدة ثانية وثالثة ورابعة طالما هو قادر على أن يحقق جميع الشروط وأهمها العدل بين الزوجات، العدل هنا يشمل سائر النواحي المادية والمعنوية، أما إذا خشي عدم استطاعته تحقيق هذا الشرط، فإن المشرع يوجّه، في هذه الحالة إلى الاكتفاء بامرأة واحدة، وهو ما يحضّ عليه سبحانه ضمنياً، بعد 126 آية في ذات السورة، حين يقرّر العليم القدير وهو يخاطب خلقه من الرجال بأنهم لن يتمكنوا من ممارسة العدل بين النساء ولو حرصوا على ذلك، لذا فهو سبحانه يطالبهم بألا يذهبوا بعيداً في الجور عليهنّ، خاصة عندما تنتصر الرغبة على المخلوق وتسيّره إلى متعها وشهواتها الآنيّة، أو بعبارة أفصح حين يفلت القلب من العقل، ويظل يركض في غير هدى إلى أن يقع غريقاً في بحر اللذة!. مشكلة الرجل أنه باسم الدين، يلوي عنق هذا الدين من أجل رغبته وهواه، والضحية هم الآخرون، نساؤه وأولاده.