منذ نشأة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي والمملكة العربية السعودية عضو فاعل في نشأة هذا التحالف الذي ضم 14 دولة بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاربة الإرهاب الناجم من تحركات تنظيم داعش في العراقوسوريا، وجاء اجتماع دول التحالف يوم أمس، في العاصمة الرياض دليلاً على المساندة القوية التي قامت بها المملكة خلال الفترة الماضية والمساهمة الفاعلة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية لمنع انتشار التنظيم وتمدده لدول الجوار التي ستتضرر كثيراً من العمليات الإرهابية التي يقوم بها التنظيم. وقد تواصلت الجهود التي تبذلها المملكة من خلال رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد و ولي ولي العهد الذين دعموا منذ البداية محاربة التنظيم في كافة منابته، وكشف كافة التحقيقات الدالة على نيات التنظيم وإحباطها قبل تنفيذها، وأكد رئيس هيئة الأركان السعودي الفريق أول ركن عبدالرحمن صالح البنيان على أن المملكة، كانت ولا تزال، في مقدمة الدول التي تعرضت للإرهاب وتعمل بشكل جاد لمكافحته سواء من حيث الفكر أو التنظيم أو التمويل أو الرسالة الإعلامية أو قدراته العسكرية، وتعد المملكة شريكاً فاعلاً في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا، ولم تقتصر مساهمتها على المشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم فقط، بل امتدت لتشمل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي والسوري الشقيقين، كما هي عليه الآن أيضاً في اليمن، كما أننا نشيد بالنجاحات التي تم تحقيقها من قِبل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي مهَّدت للوصول للمرحلة الثالثة المهمة والحاسمة، وهي هزيمة تنظيم داعش في العراقوسوريا، وأدت إلى خسارة التنظيم عديداً من المناطق التي يسيطر عليها، وقتل عديد من القادة الرئيسيين في التنظيم. ونظراً لوعي الدول المشاركة في التحالف والمجتمعة في الرياض بأن التصدي للإرهاب سيستغرق وقتاً طويلاً، لذا يتطلب جهداً دولياً مضاعفاً ومتواصلاً في المرحلة المقبلة، كي لا يعاود تشكيل نفسه في دول أخرى، ويبحث عن بؤر متوترة كي يعيد تشكيل نفسه من جديد، بيد أن نجاح التحالف في القضاء الميداني على التنظيم لا يعني نهاية التنظيم مالم تكن هناك استراتيجية إعلامية دولية لمواجهة المرحلة المقبلة وفي كافة دول العالم، ومن هذا المنطلق دعت المملكة جميع الدول العربية والإسلامية للمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وتعزيز مشاركتها الفعَّالة في الحملة الدولية، وذلك بهدف بعث الاستقرار والنجاح للبرامج التنموية والاقتصادية في العالم بعد القضاء على هذا التنظيم، ومن الضرورة بأن تكون هناك وثيقة إعلامية موحَّدة للتعامل مع المرحلة المقبلة في الحرب ضد الإرهاب وضرورة إيقاف الدول التي تستغل الحرب ضد داعش لنزاعات طائفية وعنصرية تبثها في المنطقة، كما يفعل النظامان الإيراني والسوري، لذا يجب أن تكون الوثيقة المتفق في محاربة التنظيم وضع حدود لتلك الدول التي تساهم في انتشار وتمدد التنظيم خارج مناطقها الجغرافية.