وجَّهت تركيا انتقاداتٍ حادة أمس إلى القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) بعد نشر الأخيرة بياناً لتحالفٍ سوري مسلح ينفي اتهام أنقرة بوجود صلةٍ له مع حزب العمال الكردستاني. والبيان صادر عن «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي عبارة عن تحالف كردي- عربي يقاتل تنظيم «داعش» الإرهابي ويتلقى دعماً من واشنطن. ويثير هذا الدعم خلافاتٍ بانتظام مع أنقرة التي تعتبر المكون العربي لهذه التحالف بمثابة واجهة، وتعتبر أن وحدات «حماية الشعب» الكردية تهيمن عليه. ويقول المسؤولون الأتراك إن وحدات «حماية الشعب» مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تعدّه تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي مجموعةً إرهابية. وفيما تتزايد الانتقادات التركية الموجَّهة إلى واشنطن؛ نشرت القيادة الوسطى الأمريكية عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر» بياناً ل «قوات سوريا الديمقراطية» ينفي أي صلةٍ مع «العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد أنقرة منذ عقود. وكتبت القيادة الوسطى في تغريدتها مساء الأربعاء «قوات سوريا الديمقراطية تؤكد أنها لا تنتمي أو تقيم أي علاقة مع حزب العمال الكردستاني»، مع إرفاق نسخةٍ لبيان هذه القوات. وردَّ إبراهيم كالين، وهو المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على «تويتر» أيضاً. وكتب صباح الخميس: «هذه طرفة أو هل فقدت القيادة الوسطى الأمريكية صوابها؟» ومضى يتساءل: «هل تعتقدون أن أحداً سيصدق ذلك؟ على الولاياتالمتحدة الكف عن محاولة إضفاء صفة شرعية على مجموعة إرهابية». وللتعبير عن استغرابه؛ عمد السفير التركي في واشنطن إلى السخرية. وكتب في تغريدة أن حساب القيادة الوسطى الأمريكية: «قد تعرض للقرصنة من حزب العمال الكردستاني كما يبدو». وخلال الأشهر الأخيرة؛ عكَّر تعاون واشنطن مع الفصائل المسلحة الكردية في سوريا العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا، العضوين في التحالف الدولي الذي يقاتل «داعش». وفي مقالةٍ نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأربعاء؛ أعرب وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، عن أسفه «لإصرار الولاياتالمتحدة على العمل في سوريا مع منظمة إرهابية هي وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري»، واصفاً هذا التعاون ب «الفاسد أخلاقياً». وأطلقت أنقرة، في أواخر أغسطس الماضي، عملية عسكرية في شمال سوريا ضد «داعش» ووحدات «حماية الشعب» الكردية. ويشارك مقاتلون سوريون من المعارضة في العملية التي تحمل اسم «درع الفرات».