ملايين التحايا لرجالنا البواسل الذين تمكنوا يوم أمس الأول من متابعة الإرهابيين اللذين هما على قائمة المطلوبين، حيث تم محاصرتهما والقضاء عليهما أثناء تبادل إطلاق النار فيما بينهم ومحاولة فرار الإرهابيين بإحدى مركبات الشرطة التي كانت تسد إحدى الطرقات عليهما، وكانت القصة وبطلها العريف جبران عواجي وزميله نادر الشراري اللذان تمكنا من إحباط هروب الإرهابيين وتعاملا مع المشهد بكل إقدام وشجاعة؛ حيث تبادلا إطلاق النار عن قرب برغم أن الإرهابيين كانا متحزمَين بأحزمة ناسفة وتم قتلهما قبل أن يحاولا استخدام الأحزمة الناسفة، ولم يكن أمام أنظار هذين البطلين سوى حماية أمن هذا البلد والمحافظة عليه برّاً بقسمهما الذي أداه كل واحد منهما، وكان إقدامهما وشجاعتهما مصدر إعجاب وفخر لكل سعودي، وذلك من خلال «الوسم» الذي وضع باسمهما وتوالت التغريدات بالإعجاب والفخر بهما، فالبسالة والإقدام والشجاعة هي ما يتميز به أغلب جنودنا البواسل، فهم يحاربون على الحد الجنوبي للحفاظ على حدود الوطن، وتم رصد شجاعة كثير منهم أثناء مواجهات الحوثيين على الحدود، كذلك رجال الأمن المسؤولون عن حماية أمن وطننا تجدهم يقدمون أرواحهم فداء للوطن، وهذا الأمر هو ما عهدناه من رجال الأمن كافة. لعل كثيرين منا تابعوا مقطع الفيديو الذي بُثّ بصوت سيدة كانت تطل على وقائع الحادث مباشرة، وهي مَن صوّرت لنا عملية القتل وأبرزت لنا شجاعة هذين البطلين، ولعلها هي التي نقلت إقدام وشجاعة هذين البطلين، وبرغم شجاعتها هي ومن معها وقيامها بالتصوير ومشاهدة أحداث القتل مباشرة إلا أن ذلك قد يُعرض حياتها وحياة من كان معها للخطر الكبير، فلو تم استخدام الحزام الناسف -لا قدر الله- فربما تكون آثار التفجير كبيرة وهي كانت قريبة جدّاً من موقع الحدث الذي تم فيه قتل الإرهابيين، فعلينا توخي الحذر وعدم المجازفة بالقرب من هذه الأحداث والتحرز بالابتعاد عن مواقع الخطر حتى لا تكثر الأخطار والضحايا لا قدر الله. عملية الإرهاب وإخافة الناس وهم آمنون مشكلة كبيرة عانت منها أغلب الدول، فالمملكة تمكنت من تجفيف منابع الإرهاب في أغلب مناطق المملكة ولم يبقَ سوى بضعة من الإرهابيين الفارين المطلوبين للعدالة، وأصبح موقف هؤلاء الإرهابيين ضعيفاً جدّاً وغير مؤثر، فانحسارهم ونهايتهم باتت قريبة، وعلينا جميعاً مسؤولية كبيرة في تنبيه أولادنا خاصة النشء منهم من أفكارهم الهدامة التي لعبت بعقول كثير من أولادنا وهم في زهرة شبابهم؛ حيث كانت نهايتهم الموت المحقق ولا غيره، فكم نتمنى أن ينتبه شبابنا الذين كانوا في برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة خاصة بعد خروجهم بأنهم كانوا مخطئين في حق وطنهم وأنهم كانوا على خطأ كبير وأن عليهم أن يفكروا جيداً بأن الوطن بأكمله من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه وبجميع طوائفه المذهبية والفكرية ضدهم وضد أفكارهم وأفعالهم، ولذلك لن يجدوا المساعدة من أحد إلا من هو شاذ وعدو للوطن. من يحصل على فرصة النجاة والعودة إلى أحضان الوطن فهو محظوظ جدّاً، ولذلك نتمنى من المطلق سراحهم أن يفكروا في هذا الأمر جيداً وألا يفوتوا الفرصة على أنفسهم بأن يعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية مع أسرهم وأهلهم وذويهم خاصة أن الدولة أتاحت لهم هذا الشيء. ختاماً، الإقدام والشجاعة هو ما يتميز به رجالنا البواسل في جميع القطاعات الأمنية، وما قام به هذان البطلان يُعدُّ فخراً ونبراساً لنا جميعاً، فلهما جزيل الشكر والعرفان منا جميعاً، ونتمنى من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أن يكافئهما مكافأة مجزية تكون حافزاً لهما ولغيرهما في المشاهد الأخرى لو حدثت.