يفخر الوطن.. بما يقوم به أبناؤه الأبطال من المواقف المشرفة، وقد قام شباب محافظة جدة بمواقف وطنية فذة تدل على شجاعتهم واحساسهم بالمسؤولية تجاه وطنهم وظهر ذلك جلياً أثناء سيول جدة الأولى والعام الماضي التي اجتاحت جدة وشاهدنا صوراً جميلة من شبابنا في عملية إنقاذ العديد من العوائل ومساعدة رجال الدفاع المدني.. ولا ننسى مدارس براعم الوطن في جدة، كذلك شاهدنا ورأينا وسمعنا من خلال وسائل الإعلام صوراً جميلة ومشرفة من المواقف البطولية لشباب الوطن.. تضاف للسجلات البطولية الحافلة، حيث ظهرت نخوة وبسالة الشاب السعودي في مواقف لا يوجد فيها خيارات فإما الموت أوالحياة !. في يوم الخميس الماضي سجل أبطال جدة مواقف جديدة مشرفة وتحسب للأبطال حيث تعرض منزل في حي (النزلة) جنوبجدة لحريق فإذا بشباب يسجلون الإنجازات بشجاعتهم الباسلة بصعودهم للدور العلوي، فهذا شاب يحاول خلع «الشباك» وبالفعل بعد جهدً جهيد نجح في خلعه، وشاب آخر يحضر السلم لزميله، وكذلك شاب ثالث يقوم بعملية إنزال الأطفال. فعندما تشاهد أخي القارئ مثل هذا المنظر في تلك العملية الانقاذية وكأنها خطة تكتيكية متفق عليها مسبقاً، فالموقف يعد موقفاً بطولياً فلهيب النار ومنظر الحريق مخيف جداً ومخاطر السقوط تتهددهم، كل هذا لم يلقوا لها بالاً فمهمتهم الأولى والأخيرة هي إنقاذ الأبرياء فالمنظر لا يحتمل الانتظار. وقف الجميع في الساحة يدعون للأبطال أن تنجح محاولاتهم في إنقاذ المحتجزين، وهذا بالفعل ما تم إذ تمكن ذلكم الشباب من انقاذ الأطفال واستطاع رجال الدفاع المدني من السيطرة على الحريق وما لنا إلا أن نشكر جهودهم. أخيراً: كل الشكر والتقدير لكل إنسان يقوم بالعمل البطولي. قال الله تعالى: (ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً) .. فنتمنى من وزارة التربية والتعليم تدريب الطلاب والطالبات على الإسعافات الأولية وإطفاء الحرائق والإنقاذ، حتى ولو وضعت حصة نشاطية تدريبية واحدة في الأسبوع.. شكراً لأبطال جدة. *جريدة الرياض