أعلن الجيش الأمريكي أمس أن 300 من جنود المارينز الأمريكيين سينتشرون ابتداء من الربيع في ولاية هلمند في جنوب غرب أفغانستان حيث تخوض الولاياتالمتحدة حرباً منذ نهاية 2001 دون أن تتمكن من التغلب على تمرد طالبان. ويشكل المارينز قوة التدخل السريع للجيش الأمريكي، ويحظون بمكانة كبيرة في الولاياتالمتحدة. وغادر المارينز ولاية هلمند المعروفة بإنتاج الأفيون، في 2014، فيما كان حلف شمال الأطلسي يسحب قواته، لإفساح المجال أمام القوات الأفغانية لبسط الأمن في البلاد والتصدي لتمرد حركة طالبان. وكانت إدارة أوباما تأمل في تلك الفترة في سحب القوات الأمريكية من البلاد مع ترك ألف جندي في كابول. لكن واشنطن اضطرت بعد ثلاث سنوات إلى الاحتفاظ بحوالي 8400 جندي في البلاد، وإعادة المارينز إلى هلمند، حيث خسرت عدداً كبيراً من الجنود قبل 2014 في المعارك ضد حركة طالبان. وخلافاً لمهماتهم السابقة، لن يضطلع المارينز مبدئيّاً بدور مباشر في القتال ضد طالبان، لأن مهمتهم تقضي بتدريب «كبار مسؤولي» الجيش والشرطة الأفغانية وتقديم المشورة لهم، كما جاء في بيان للمارينز. وأضاف البيان أن «لقوات المارينز ماضياً عملانيّاً في أفغانستان، خصوصاً في ولاية هلمند». وأوضح أن «تقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية وتدريبها سيساعد في الحفاظ على المكاسب التي تحققت سويّاً مع الأفغان» في السنوات السابقة. ويواجه الجيش والشرطة الأفغانيان صعوبة في مقاومة ضربات حركة طالبان. وفي ديسمبر، أقر الجنرال الأمريكي جون نيكولسون، قائد قوات الحلف الأطلسي في البلاد، بأن القوات الأفغانية سجلت تراجعاً طفيفاً أمام طالبان وباتت تسيطر على 64% من السكان في مقابل 68% قبل أشهر. ولدى تطرقه إلى ولاية هلمند، اعتبر الجنرال نيكولسون، أن المشكلة لا تقتصر فقط على التصدي لطالبان، بل أيضاً لشبكات الخارجين على القانون التي تزدهر مع تجارة المخدرات. وقال إن «المشكلة لا تنحصر في المواجهة بين الحكومة وطالبان. ما نراه في ولاية هلمند، هو شبكات للخارجين على القانون المتحالفين مع المتمردين، ويسعون للاحتفاظ بقدرتهم على جني الأموال». وتعد أفغانستان، إلى حد كبير، أبرز منتج عالمي للأفيون. وتقدر الأممالمتحدة إنتاج 2016 بما بين 4800 و6000 طن، مشيرة إلى ارتفاع كبير مقارنة مع 2015 حيث بلغ الإنتاج 3300 طن، فيما ازدادت المساحات المزروعة 10% خلال سنة.