في هذا الزمن تغير كل شيء وتحول -مع الأسف- حتى أصبح المجتمع يستمر في بعض التقاليد والأعراف، رغم التأكيد على أنها تقاليد خاطئة، -مع الأسف- الشديد فهم مستمرون فيها دون أن يجعلوا للعقل فرصة للتفكير فيها ومناقشتها وإيقافها عند العلم بأنها عادة خاطئة من ذلك أيام العزاء الثلاثة تحولت -مع الأسف- إلى أيام أفراح وولائم وابتهاج، متناسين أن الوفاة فرصة للاحتساب ومراجعة النفس وتهذيبها وكف جماح تماديها في المعاصي، وفرصة لمحاسبة النفس وتعليم الذات أن الموت هو النهاية الحتمية التي يجب أن نقدم لها العمل الصالح والعزاء فرصة لمواساة أهل الميت والوقوف معهم وتخفيف المصيبة عليهم، لكن ما يحصل في هذا الزمن أمر عكس ذلك تماما، فقد أصبح أيام العزاء فرصة للتفاخر والأفراح وتقديم الولائم، وكأنه موضع فرح لا موضع حزن يتسابقون من يقدم الولائم أكثر، وأن لا يستبقي أحداً ولا آخر يأتي بأكثر مني، والنتيجة تحميل أهل الميت العناء والإسراف والتبذير في نعمة الله. أغبياء -مع الأسف- من يفعل كل ذلك، ويجب أن يكون هناك منع لهذا الهياط، -مع الأسف- والمصيبة العظمى أن الجميع يدرك أن هذه الأفعال خاطئة، ويتماشى معها دون أن يوقفها، بل بالعكس أصبح الشخص الذي يكون له قرار ووجهة نظر تقول إنه يجب أن تتوقف مثل هذه الممارسات سرعان ما يصفه المجتمع بالجهل أو البخل، فإن لم يكن هناك قرار لأهل العقل فسوف يستمر هذا العبث، وسوف تستمر هذه العادة وتكبر يوماً تلو آخر. رسالة خاصة: اجتماعكم على «صحن» لا يعني مواساتكم أهل الميت؛ فالصحن لك والحزن لهم.