الإعلام؛ واجهة المجتمعات والمحامي الأول أمام السلطات للترافع عن قضايا المجتمع، والمعول البناء لبناء المجتمعات، فمتى ما صلح الإعلامي أو المثقف أو المفكر، صلح سائر المجتمع، الإعلامي من مبادئه أنه يسعى لمصالح الناس وإن تعارضت مع مصالحه الشخصية، يبحث عن الخلل فيبّينه للسلطة، فكلٌّ شركاء للنهوض بالإنسان وتنميته، فالإعلامي يفترض به أن يكون مثقفاً مدركاً لمتطلبات مجتمعه ومدافعاً عن قضاياه الحساسة وربما الخطيرة التي قد تُسبب له المتاعب! ومن هذا الباب أصل إلى مقابلة سمو الأمير محمد بن سلمان لمجموعة من الإعلاميين والكتَّاب السعوديين، ربما كان هدف اللقاء هو نقد ومناقشة رؤية المملكة 2030 فعندما وصلت الأخبار ورأيت صوراً «خارج البروتوكول» لمجموعة من الإعلاميين مع سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، كان الأمر عادياً وليس مستغرباً لإدراكي بالشراكة الحقيقية بين مسؤولينا وبين الطبقة المثقفة في الوطن، ما أثار اهتمامي أكثر هو تسابق الزملاء بعد اللقاء«لإقناع الناس» أن كل واحد منهم وضع على الطاولة أسئلة تهم شرائح المجتمع، وكأن كل واحد منهم كان في محل اتهام! والحقيقة أقول؛ إن المرحلة المقبلة»أهم» وتتطلب إصراراً قوياً لنقد مراحل الرؤية إذا ما تضرر المواطن البسيط منها، حينها يستطيع الناس أن يُميزوا بين الإعلامي المؤثر والفاعل في تغيير السلبية إلى إيجابية (وهذا ما تتطلع إليه حكومتنا الرشيدة بالتأكيد) وبين الآخر الذي يُدافع عن كل مرحلة ويغض عينه عن أخطائها! وليس في دول العالم كله من خطط حكومية إلا وتوجد بها أخطاء يمكن تداركها..! يقول المفكر إدوارد سعيد (لا يشوِّه أداء المثقف أو المفكر في الحياة العامة شيء قدر ما يشوهه «التشذيب والتهذيب» أو اللجوء إلى الصمت حين يقتضيه الحرص، أو الانفعالات الوطنية، أو الردة والنكوص بعد حين مع تضخم صورة ذاته)!