شيء جيد انتخاب رئيس للبنان، وشيء جيد تشكيل وزارة برئاسة السيد سعد الحريري، فلبنان بلد عربي يهمنا أمره، ومثل أهمية انتخاب الرئيس ميشال عون الذي اتفق عليه أعضاء البرلمان مثل تعيين سعد الحريري المسلم السني حسب الدستور، وهي أخبار جيدة لولا أن باركتها إيران التي تحتل لبنان بذراعها العسكرية من مرتزقة حزب الله. ما أريد الوصول إليه ألاَّ تغرينا هذه الأحداث اللبنانية الجميلة، وننسى أن حزب الله الإرهابي وكيل إيران رابض هناك، وأن حزب الله يمول نفسه، ويمول إيران ببيع المخدرات، والعمل في الجريمة المنظمة، وأن حزب الله الإرهابي هو من يحكم لبنان حقيقة، فما يجري هو دهان سطحي يلمع الواجهة، لكن المرض اللبناني الإرهابي قابع تحت السطح رغم مظاهر الشرعية التي زين بها الحدث. ورغم أن ميشال عون رشح وقبل به حزب الله بعد تنازلات فلا أحد ينسى ماضيه العسكري في حرب السبعينيات التي استمرت خمس عشرة سنة، كان له دور متلون مع كل التيارات. واجهة اللون الجديد للبنان لا تلغي أن الميليشيات تحتله، وأن حزب الله أعاق حتى جمع القمامة، فلبنان العزيز مشلول بالمرض الإيراني، وهي حقيقة يدركها الجميع، ولن يتغير لبنان ما دام سلاح المقاومة المزعومة يخنقه، وسلاح المقاومة هو تعبير عن السلاح الإرهابي لحزب الله. نتمنى أن تفرج أزمة لبنان بزوال التحكم الإيراني بمصيره عبر حزب الله، وكل ما يقال عن النأي بالنفس، ومحاولة تقوية الجيش، هي تصريحات عون، وكلها شكلانية فالأمر بيد حزب الله.