تواصل أمس إخراج أهالي وثوار الأحياء المحاصرة في حلب وكان من المتوقع أن يتم إجلاء آخر دفعات أهالي المدينة لتكون مدينة حلب تحت سيطرة قوات الأسد واحتلال الميليشيات الإيرانية، بحسب ما ذكرت شبكة شام الإخبارية. وتصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم على مشروع قرار يدين مجرمي الحرب في سوريا، متضمناً إنشاء آلية دولية محايدة ومستقلة، ويدعو مشروع القرار الدول والأطراف المعنية للتعاون مع آلية التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام وحلفاؤه وميليشياته في عموم سوريا. ويأتي مشروع القرار بدعم من عدد من الدول العربية والغربية تقدمت به دولة قطر ودولة «ليختن شتاين»، ويطالب مشروع القرار الأمين العام بوضع مرجعيات للمحاسبة، وتقديم تقرير عن تنفيذ القرار خلال 45 يوماً من اعتماده. واعتبر المجلس في اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين بطلب من قطر، أن ما يقوم به نظام الأسد وحلفاؤه في حلب وغيرها من المدن السورية هو جرائم حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف الأربع. وفي سياقٍ متصل كان مجلس الأمن الدولي قد صوّت بالإجماع يوم الإثنين على قرارٍ يقضي بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء من شرقي مدينة حلب المحاصرة من قبل قوات النظام والميليشيات التابعة له التي عرقلت عمليات الإجلاء أكثر من مرة. ويطالب القرار كلاً من الأممالمتحدة والمؤسسات الأخرى، ذات الصلة، برصد الواقع، وأن تضطلع بالمراقبة المباشرة لعمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية لحلب التي تتعرض لحصار خانق من قبل النظام وميليشياته منذ أكثر من 3 أشهر. وكان الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة عبدالإله فهد قد شدّد على ضرورة التواصل مع المنظمات المحلية والدولية للتخفيف من معاناة المقتلعين من بيوتهم رغماً عن إرادتهم، وتدارك الوضع المأساوي في مدينة حلب. ومن جهته كان مجلس الجامعة العربية دعا الإثنين المجتمع الدولي إلى الضغط على نظام الأسد للعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المدنيين المحاصرين في المدينة، التي تتعرض لهجوم شرس من قبل النظام والطيران الروسي وجموع الميليشيات الطائفية. وفي سياق متصل أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن بلاده تعتزم الذهاب إلى مجلس الأمن لإثارة قضية وجود قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في مدينة حلب السورية، كما أظهرت الصور مؤخراً، مشدداً على أن سفره ينتهك القرارات الدولية التي تحظر عليه ذلك، بحسب ما ذكرت شبكة CNN. وقال كيربي، في الموجز الصحفي اليومي للوزارة، رداً على سؤال حول ما إذا كانت أمريكا قد أثارت مسألة سفر سليماني خارج إيراني وفقا لما تُظهره الصور التي تؤكد وجوده في حلب وتجوله فيها، إن واشنطن ستثير الأمر مع «الشركاء في مجلس الأمن». وتابع الناطق الأمريكي بالقول: «نعتزم إثارة القضية مع شركائنا في مجلس الأمن لبحث كيفية معالجة هذه القضية. لقد قلنا مراراً إن على إيران أن تختار ما إذا كانت ستلعب دوراً إيجابياً بحل الصراعات كتلك الدائرة في سوريا أو ما إذا كانت ستقرر إطالتها». وتابع كيربي بالقول: «سفر سليماني ينتهك قرار الحظر، هذا صحيح، ولم يطلب أحد تقديم استثناء يتيح له السفر، وبالتالي نحن أمام خطوة تخالف قرار مجلس الأمن رقم 2231 ونحن سنطرح القضية بالتأكيد أمام المجلس» واعداً الصحفي الذي تقدم بالسؤال بالعودة إليه لمعرفة طبيعة الجواب الذي تقدمت به روسيالواشنطن حول زيارة سليماني سابقاً لها. وظهر «سليماني» عدة مرات في معارك الريف الجنوبي لمدينة حلب، وتحدث كثير من الناشطين، أنه كان يقود غرفة العمليات الإيرانية في سوريا، كما نشر إعلام النظام صوراً عدة له داخل سوريا. وكانت الميليشيا الإيرانية، عرقلت عملية الإجلاء في مدينة حلب مرات عدة، بهدف إقحام بلدتي كفريا الفوعة بريف إدلب، ضمن اتفاق العملية، حيث نجحت في ذلك، بعد ضغوطات عدة على الفصائل وروسيا.