انهار وقف إطلاق النار في حلب أمس بعد أن طالبت إيران بإخلاء سكان قريتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة بريف إدلب. وقالت شبكة شام الإخبارية إن طيران الأسد شن عدة غارات استهدفت أحياء الصالحين والراشدين الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف أحياء السكري والمشهد والأنصاري وصلاح الدين، في خرق واضح للاتفاق المبرم الثلاثاء مع روسيا لإجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة ووقف القصف والعمليات العسكرية. ونقلت الشبكة عن مصدر خاص القول، إن إيران عرقلت الاتفاق وقررت التصعيد للضغط باتجاه تنفيذ طلبها، والمتمثل بإخلاء كامل سكان قريتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، مقابل تسهيل تنفيذ الاتفاق المتعلق بحلب، الذي عُرقل أمس بعد رفض الميليشيات الإيرانية خروج المدنيين. وقال ناشطون في حلب إن الميليشيات الإيرانية عرقلت أمس عملية إجلاء أول دفعة من الجرحى من الأحياء المحاصرة، قبل أن يعود التصعيد المدفعي والجوي لاستهداف أحياء المدينة المحاصرة، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى بين المدنيين. وبحسب الوكالة الفرنسية فقد تجددت المعارك في مدينة حلب حيث يتعرض آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة لوابل من القصف الجوي والمدفعي، ما يبدد آمال الآلاف من السكان الذين كانوا يأملون أن يتم إجلاؤهم بموجب اتفاق تركي روسي. ومع تزايد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مصير المدنيين، يعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في حلب، ظروفاً مأساوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين تحت النيران إثر تجدد المعارك ظهراً بعدما كانت توقفت منذ الثلاثاء. ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشوارع. ويعاني الجميع من الخوف والجوع والبرد. وقال مراسل الوكالة أمس إنه شاهد عدداً كبيراً من السكان يهربون مذعورين في الشوارع إثر تجدد القصف من دون إيجاد مأوى يلجؤون إليه. وسارع آخرون إلى الاحتماء في مداخل الأبنية المهدمة خشية من استهدافهم. وتحدث عن قصف «هائل» بالمدفعية والصواريخ والطيران الحربي يطال المنطقة. ونقل مشاهدته لدبابة تابعة لقوات النظام أثناء إطلاقها القذائف. وتشهد الأحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب، حالة مأساوية جراء انعدام المواد الغذائية والطبية بعد تقدم قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في الأحياء وسيطرتها على ما تبقى من غذاء.