حوار– علي المليحان شرفيو النصر والأهلي «جننوني» برسائل (sms) وصولي لسن ال ( 29 ) أفقدني الرغبة في الاحتراف الخارجي تقديمي لتنازلات لا يعني خوفي من المجهول عدم اختياري للأخضر سيدفعني للمزيد من التجويد أكد حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق فايز السبيعي، أنه اختار الوقت المناسب لتجديد عقده لموسمين مقبلين، موضحا أنه قدم العديد من التنازلات ، وذلك بعد أن استخار قبل أن يعلن رغبته الشديدة في البقاء رغم قوة عرضي النصر، والأهلي. وبين، أنه لم يساوم ناديه سعياً لزيادة المبلغ، من خلال اتباع أسلوب «لي الذراع» للضغط على الإدارة، مشيرا، إلى أنه لن يأتي ذلك اليوم الذي يزايد فيه على شيء، ويُطعم نفسه، وأبناءه، وأسرته من مالٍ حرام. وكشف السبيعي، في حوار مع (الشرق)، أنه لم يعلم بدعم شرفيي الاتفاق لتمويل صفقة تجديد عقده إلا وقت حضورهم مراسم التوقيع، والمؤتمر الصحفي المصاحب له، مؤكداً، أن حلمه في الاحتراف الخارجي ( قد ) تبخر بعد بلوغه سن ال 29، كما طالب إدارة ناديه بتجديد عقد برانكو، واستمراره موسماً آخر مع الفريق، وتحدث السبيعي عن الكثير في ثنايا الحوار...... * كيف رأيت تجديد عقدك بعد طول انتظار؟ - الحمد لله على توفيقه، مسألة تأخر حسم الصفقة كان أمرا طبيعيا، فأي مفاوضات تتم بين طرفين لا تأتي بين يوم وليلة، بل عادة تأخذ وقتاً أطول ، ربما كانت هناك بعض الظروف التي تداخلت في عملية التفاوض، لعل من أهمها ضغط مباريات الفريق وانشغالي بالمشاركة فيها، إضافة إلى دخول أطراف أخرى منافسة، ولكني حسمت الأمر في النهاية بيدي. * تردد، بأنك وقعت تحت ضغط وتأثير أسري كبير من أجل التنازل عن بعض الشروط للبقاء في فريقك وتحقيق مزيد من الاستقرار؟ - لقد حرصت على تأمين مستقبلي ومستقبل أبنائي وأسرتي، ولا أخفيك أن رجالات الاتفاق لم يقصروا معي، كان عرضهم الأخير مقنعا إلى حد كبير، لدرجة أن نائب الرئيس خليل الزياني أكد في المؤتمر الصحفي بعد التوقيع بأن الطرفين تنازلا عن أشياء كثيرة، وقد فسر البعض ، بأن تلك التنازلات اقتصرت على النواحي المالية، وهذا خطأ ، لقد كانت رغبتي الشديدة في البقاء أحد أهم تلك التنازلات، وتبقى لغة التفاوض مبنية على العرض والطلب، وقد وافقت في النهاية، وما شجعني على قبول العرض أيضاً، وجود أسرتي هنا في المنطقة الشرقية، وكذلك الاستقرار الكبير الذي يشهده الفريق هذا الموسم، فهو يمثل أحد عوامل النجاح. * يقال، أن أول عرض مالي قدمه الاتفاقيون كان محبطا، وساهم نوعا ما في تشتيت ذهنك؟ - أي مفاوض حينما يبدأ معك لا بد أن يبتدئ من الأقل ، بعد ذلك يأخذ منحى تصاعدياً، وهذا الإجراء يتم في الاتفاق وغيره من الأندية، استمرت المفاوضات بين أخذ ورد حتى توصلنا إلى صيغة نهائية، ووقعت العقد. * وماذا عن عرض النصر؟ - كان عرضهم رسميا، وجديا.. وربما فاق العرض الاتفاقي بكثير، وقد طلبت من وكيل أعمالي مهلة للتفكير، من أجل دراسة الموضوع، وفي الأخير صليت صلاة الاستخارة، واخترت البقاء في فريقي. * بصراحة.. هل تخوفت من الرحيل، وخوض تجربة احترافية جديدة؟ - أبداً.. لقد استطاعت الإدارة الاتفاقية تكوين فريق قوي ومتجانس منذ الموسم الماضي، وأدينا مباريات قوية في الدوري حتى ظفرنا بالمركز الثالث، كان لدى المسؤولين طموح أكبر بالاستمرار على هذا النهج، بل أفضل في سبيل المنافسة على كل البطولات.. لقد كنت مرتاحاً من تعامل الإدارة معي، وحرصهم على تهيئة جميع عوامل النجاح، لذلك لم أفكر يوماً في خوض تجربة جديدة مجهولة النتائج، فقد أوفق، وقد يحدث العكس. * وماذا عن علاقتك مع وكيل أعمالك؟ - كانت علاقتي بوكيل أعمالي عبدالرحمن الخنين قوية، ومتينة، وقائمة على مبدأ الأخوة، فضلا عن تعامله الأخوي الراقي، فكان يقدم لي وجهة نظره، ويترك القرار الأخير لي، ولم يحبذ أن يؤثر فيّ، أو يفرض علي شيئا. * هل كنت على علم مسبق بوقفة شرفيي النادي، وتقديمهم تسهيلات مالية لتأمين مبلغ الصفقة بالكامل؟ - حتى أكون صادقاً، لم أكن أعلم عن وقفتهم، ووجودهم، وحرصهم على بقائي إلا من خلال مشاهدتي لهم في مؤتمر التوقيع، وما سرني كثيراً عودة بعضهم خصوصا المؤثرين والقريبين من النادي للالتفاف حول الإدارة، فأنا سعيد، وممتن لهم. ما أثر في نفسيتي كلمات العضو الفعال الدكتور هلال الطويرقي بعد فوزنا على الأهلي في نصف نهائي الكأس، وتأهلنا للنهائي، فقد منحني راحة نفسية كبيرة، خصوصا وأننا كلاعبين نسمع في السابق عن الدعم الشرفي، حتى تجلى لنا على أرض الواقع بعد سلسلة من النتائج الإيجابية.. لا أنسى أيضا وقفة عضو الشرف عبداللطيف الزهراني، وتكفله بتأمين حصة وكيل أعمالي من وراء الصفقة». * ألم يخالجك شعور بأنك قد تفقد مكانك ومكانتك بين الاتفاقيين في حال لم تجدد عقدك؟ - يا عزيزي.. رزقي على الله، ولا يعلم ابن آدم ماذا سيخبئ له القدر ؟!.. قد تحصل العديد من المتغيرات والمستجدات في حياتك، وفي النهاية لا تدري أين مستقرك؟ والخيرة في النهاية بما اختاره الله، وقد كنت على يقين بأنني سأبقى في الاتفاق. * ما ردك على من فسر تأخيرك في حسم الصفقة، بإتباعك أسلوب الضغط على الإدارة الاتفاقية لزيادة المبلغ؟ - بطبعي أحب الصراحة، والوضوح، والشفافية سواء مع الاتفاق أو أي ناد آخر، ولن يأتي ذلك اليوم الذي أساوم فيه، وأزايد على شيء، ولن أرضى، وأبنائي، وأسرتي أن نأكل من المال الحرام.. لك أن تتخيل، مدى حجم الرسائل التي وصلتني على هاتفي الشخصي، من أعضاء شرف في ناديي النصر، والأهلي لهم وزنهم، وثقلهم، خلال تفاوضهم معي، بل إني لا زلت أحتفظ بها، احتراماً، وتقديراً لهم، وحرصهم على التواصل معي وأقول لهم من منبر (الشرق)، :»إن كرة القدم والرياضة تجمعنا ولا تفرقنا، ولن أخسر بسهولة، أشخاصاً تعرفت عليهم، وفي النهاية نظل أحبابا، وأصدقاء». * ألم تفكر بالاحتراف الخارجي بعد بروزك هذا الموسم؟ - وصلت الآن إلى سن ال 29 عاماً، ولا أعتقد أن نادياً خارجياً سيتعاقد مع حارس في هذه السن المتأخرة، بل إنهم يستقطبون حراساً في مقتبل أعمارهم، ويصقلونهم، ويستفيدون منهم مستقبلاً.. بأمانة، لا تراودني فكرة الاحتراف الخارجي، وأفضل البقاء هنا حتى موعد اعتزالي الكرة. * هل تأثرت بما كتب في الإعلام خلال الفترة الماضية؟ - صدقني، أن الموضوع أخذ أبعاداً كثيرة في كثير من الوسائل الإعلامية، وقد فوجئت بأحاديث نقاد، وإعلاميين ركنوا إلى التأويلات دون التحقق من صحة الخبر من مصدره، واستغرب ما نقله البعض منهم، لدرجة أن منهم من كان ينقل كلاما على لساني لم أتفوه به..!!. لنسألك عن أسباب خسارتكم لنهائي كأس ولي العهد أمام الهلال؟ – دخلنا تلك المواجهة وسط ظروف صعبة، حيث خسرنا فيها العنصر الأجنبي ولم نستفد منه، فالأرجنتيني سبستيان تيجالي، والبرازيلي برونو لازاروني لعبا تحت تأثير الإصابة ، بينما لم يدخل العماني حسن مظفر في الفورمة المطلوبة مع المجموعة، كما أننا لعبنا في أرض الخصم وبين جماهيره، وهو المتمرس على خوض النهائيات، لذلك سقطنا في أول عشرين دقيقة بهدفين سريعين، حاولنا العودة بعد تقليص النتيجة، خصوصا في الشوط الثاني، ولكن لم نوفق في ترجمة الفرص أمام المرمى. * وما سبب سقوطكم أمام الاستقلال في الملحق الآسيوي المؤهل لدوري الأبطال؟ - هذه المباراة لا تختلف عن سابقتها، حيث أقيمت بعدها بأسبوع فقط في طهران، وفقدنا أيضا مشاركة تيجالي، ولازاروني للإصابة، ومظفر لانضمامه لمعسكر منتخب بلاده، ما عدا البرازيلي الوحيد كارلوس سانتوس، إضافة لعدم مرافقة المدرب الكرواتي برانكو معنا لخلاف سابق مع الاتحاد الإيراني، فعندما يفقد أي فريق بالعالم عناصره الأجنبية، ستتأثر خطوطه، ويفقد توازنه، عطفا، على أن الاستقلال فريق متمرس ويملك خبرة وافرة . حاولنا أن نخطف بطاقة التأهل، ولكن قدر الله وما شاء فعل لنخسر بالثلاثة، ونتأهل مباشرة لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. * كثيرون، رشحوكم لخطف مسابقة كاس الاتحاد الآسيوي ، عطفا على الفارق الفني الكبير بينكم وبين منافسيكم.. ما تعليقك؟ - هذا صحيح، ومن رشحونا سيلعبون ضدنا بحذر، وسيسعون إلى نرفزتنا، وتثبيط هممنا ومعنوياتنا ، بأي شكل من الأشكال، لكن أتمنى أن نركز فيها، ونتحاشى تلك الترشيحات (المخدرة) حتى ننتزع الكأس، وهو من سيعطينا بطاقة العبور مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل. * ماذا أضاف لكم المدرب برانكو؟ - برانكو، يعشق التحدي، وقد زرع فينا ثقافة الفوز، والتي كانت تنقصنا في السابق، كما أعاد اكتشاف بعض اللاعبين، ومنحنا الثقة المطلوبة للتعامل مع كل مباراة، فضلا عن فلسفته التدريبية التي تتماشى مع رتم الفريق، أصبحنا نلعب بانضباطية عالية، وبأسلوب السهل الممتنع، وأصبح للفريق هوية فنية واضحة، وهذا ما كان سيتحقق ، لولا دعم الإدارة، ومعاونة الجهاز الفني المساعد، والإداري، واللاعبين، وأتمنى حقيقة استمراره موسماً آخر. * ما الخطأ الذي ارتكبته وكلف فريقك الثمن في الدوري؟ - سأكون شجاعاً، وأعلنها للملأ، فأنا أتحمل 100% هدف الرائد الذي ولج شباك مرماي في الدور الأول نتيجة خروجي الخاطئ، وقد اعترفت بذلك للجهاز التدريبي، وقد يكون الخطأ الوحيد الذي كلفنا خسارة نقطتين حيث انتهت المباراة بالتعادل. * هل ترى، أن اختيارك للمنتخب الأول ( قد ) تأخر رغم بروزك هذا الموسم؟ - ليس هناك سر معين. فالمسؤولون والقائمون على المنتخب هم الأدرى والأعرف ببواطن الأمور الفنية، وعدم استدعائي حتى هذه اللحظة لم يهز ثقتي بنفسي، بل سيزيدني إصراراً لتأكيد حضوري الفني، ومغازلة عيون المدرب في المرحلة المقبلة لكي أكون ضمن قائمة «خليجي 22».. الكل طالب بوجودي في معسكر المنتخب قبل خوض المباراة المفصلية أمام استراليا نظرا لصعوبتها، وتوقعت ضمي حينها، ولكن أحترم وجهة نظر المسؤولين، أعود وأكرر الخيرة فيما اختاره الله. السبيعي في حديثه للزميل علي المليحان
الزياني يصافح السبيعي بحضور رئيس هيئة أعضاء الشرف عبدالرحمن الراشد بعد التوقيع (تصوير: غازي الرويشد)