الانهيار الفني مؤشر سلبي لسقوط الأندية الكبيرة وابتعادها عن المنافسة على الألقاب، ولعل ماحدث للفريق الشبابي طول الثلاث سنوات الماضية من إخفاقات ميدانية في كل موسم حوَّلت ليث البطولات إلى حمل وديع، تتقاذف رياح الانتكاسات حتى أضحى لقمة سائغة بين أنياب المنافسين، في ظل صمت صنَّاع القرار بالبيت الشبابي والاكتفاء بالوعود بتطبيق الإحلال العناصري، ومع بداية الموسم استبشرت الجماهير الشبابية بدفع عجلة الحراك الإداري للبدء بمشروع البناء الفني لصناعة ليث المستقبل، وكانت التصريحات الشرفية لأبناء الرمز الشبابي مملوءة بالوعود الداعمة بالمال، وقدموا المدرب الوطني سامي الجابر من ضمن خطط البناء، وقدموا له الوعود بتقديم التسهيلات الفنية وتذليل العقبات بإمداد الفريق بالعناصر الميدانية لمعالجة الخلل الفني وتكوين قاعدة عناصرية ترسم ملامح ليث جديد، وكانت لتلك التحركات الشرفية انعكاسات نفسية على اللاعبين، وزادت من تفاؤل المدرج المحبط وسرعان ما تبدَّل الحال لتنكشف سراب الوعود بعدم القدرة على توفير المتطلبات الفنية، مما جعل الفريق بلا دكة ويعاني من صعوبة إيجاد البديل، ليصدم المدرب الطامح لتحقيق إنجاز شخصي بعد تجارب الفشل الفني في المحطات السابقة، وهذا سر تأقلم الجابر والموافقة على العمل لقيادة فريق إدارته لاتملك مالاً ولا قراراً، والمحصلة بناء متعثر في بدايته ومحترفين بلا رواتب، والحلول المستقبلية مشروطة بتوفير المال لترميم ثقوب التعثر والانطلاق نحو فضاء صناعة جيل ينافس على البطولات، يحتاج لدعم مادي كبير من الرمز الشبابي وسداد المستحقات للاعبين والعاملين بالنادي فحقوق الآخرين مطلب لإزالة العوائق المالية والاستغناء عن عديمي الفائدة الفنية من اللاعبين ودعم صفوف الفريق بعناصر شبابية، والتمسك بالحارس محمد العويس لما يملك من كفاءة فنية فهو ركيزة بناء فالحارس نصف الفريق.