ديسمبر الكريم، ديسمبر الجواد، كما هو فِي كل عام بل أكثر! جاء هذا العام بِشمعتين وكعكة لِيزداد كرماً عَن كل عام عوضاً عَن شمعة واحدة. جاء لِيخبرني بأنَّ عدد الشّموع على الكعك لا يُفسَّرُ بِعدد السنوات العمرية بَل بِعدد الأشخاص الَّذين ما زالوا معك حتَّى هذا العمر! فَنحنُ فِي كل عام نحتفل بِقدومنا لهذا العالم وبِما حققناهُ خلال هذهِ الأعوام، والأهم نجتمعُ بِمَن نُحب لِنشكرهم على وجودهم معنا ولِنتقاسم قطع الكعك ونتشارك نكهة الحياة. فِي هذا العام جاء ديسمبر بِشمعتين على كعكة واحدة لِيخبرني بِأن الطرق قد تفصلنا أحياناً عَن بعض الأشخاص وَتجمعنا بِغيرهم؛ فَتنشطر الشمعة لِشمعتين ولكنهما تبقيان عالقتين على قطعةٍ واحدة! انفصال بعض الأشخاص أو وجودهم لا يشكل أهمية بالغة بِقدر ما يشكِلهُ ضوء الشمعة أو على أي قطعةٍ وُجِدت؟ وهل الشموع تُضيء مكاناً واحداً وتقف على ذات الكعكة؟ أم أنهما يتعاكسان الضوء؟ قد نبتعد، قد نقترب، ولكن يبقى الضوء لِيخبرنا بِأن الهدف الَّذي نسعى إليه واحد، وهذا ما سيجعلنا نَلتقي ولو على آخر المطاف لِيجتمع النور. الشموع جاءت لِيزداد المكان نوراً وضياء وليسَ لِيحرق البعض اصابع الشموع الآخرى. التعداد، الاختلاف هو طريقة حياة آخرى لا أكثرَ مِن ذلك، ولا يعني بِأننا لا نستطيع الوقوف على الكعكة ذاتها أو أنَّنا مرغمون عَلى الهجومِ وتسبب المخاطر والحرائق! على أي حال أنا لستُ اليوم هنا لأتحدث عَن شموعكم، فلقد تحدثتُ عنها بِما يَكفي خلال السنوات الثلاث الماضية فِي (رسالة الثالث عشر مِن ديسمبر، فِي ديسمبر يولد الأدباء وفِي آخرهم ديسمبر ذو الشَّعرة البيضاء) أنا هنا اليوم لأشعل شمعة أشعلت الضوء فيني لاحترق دونما رماد ولأضيء دونما احتراق! أنا اليوم هُنا لأتحدث عَن كرم ديسمبر وجوده، وَأنَّه لَمْ يقبل أنَّ تكون شموعنا مُنفصلة وتواريخ ميلادنا مُتباعدة، فاختار لنا شهراً يضمُّنا وجعل بينَ السبعة والثالث عشر منتصف طريق لِيكون الشُّوق حاضراً بينهم.إلى مواليد ديسمبر إلى جميع شموع وكعك هذا الشَّهر «كُل عام وجود دِيسمبر يُحيط بِكُم»، وإلى جواد ديسمبر «كُل عام وشمعتاننا على كعكةٍ واحدة كُل عام والمجد لِلجود والجواد لِلأمجاد». كُل عام وأنتَ بِخير، وأنا بِخيرٌ فِي وجودك.